سمعه ـ في ذي الحجة ، وكان ذا حظ من الخير ، جاور بالمسجد الثلاثة مدة سنين ، وقال غيره : إن من شيوخه : الرضي بن خليل ، سمع عليه الثالث من مسلسلات ابن مسدي عنه ، وهو الشيخ الزاهد القدوة ، المعمر البرهان ، أبو اسحاق ابراهيم بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر بن عبد الله الكناني ، الحموي الأصل ، المقدسي الشافعي ، ابن أخي القاضي بدر الدين بن جماعة ، والد العماد اسماعيل ، ولد سنة ست ـ أو ثمان ـ وسبعين وستمائة ، وبالثاني : جزم أبو جعفر بن الكويك في مشيخته ، وسمع من الشرف أحمد بن عساكر وغيره ، وبمكة : من العز محمد بن أبي بكر بن خليل ، وتفرد عنه ، روى عنه المجد اللغوي وغيره ، كولده اسماعيل ، والحفاظ : الشمس الحسيني ، وابن سند ، والعراقي ، والهيثمي ، وكان ينوب في الخطابة عن قرابته ، ويلبس الخرقة عن والده عن جده ، عن عمه أبي الفتح نصر الله بن جماعة ، عن محمد بن الفرات ، عن أبي البيان ، ويقول : لا ألبسها من يحضر السماع ، ومما أنشده عن محمد بن يعقوب بن الياس ـ المعروف بابن النحوية ـ أن عليا ابن هبة الله أنشده ـ وقد رأى إبليس في النوم على صورة أمرد يطلب منه الفاحشة ـ قال : فضربته بحجر ، فولى هاربا ، ثم التفت ينظر إلى السماء ، وهو ينشد :
أهوى النجوم ، وأهوى كل بارقة |
|
تلوح في الجو من شوقي إلى القمر |
وقد جاور بالمساجد الثلاثة المشرفة زمانا ، وقدم القاهرة ، وحدث بها ، ويقال : إنه كان يأتي المسجد الأقصى في جوف الليل ، فيفتح له ، وكان منقطعا ، وقال ابن رافع : كان رجلا صالحا جيدا ، كبير القدر ، وقال الحسيني : كان زاهد وقته ، وقال الولي العراقي : كان عابدا زاهدا ذا حظ من الخير ، ومات في ذي الحجة سنة أربع وستين ، وقد ثقل سمعه في آخر عمره ، وأرخه ابن رجب في معجمه في التي قبلها ، وابن رافع في محرم التي تليها ، وكأنه ببلوغه الخبر ـ والأول : هو المعتمد ـ ببيت المقدس ، ودفن بمقبرة ماملا ، وصلي عليه صلاة الغائب بدمشق ، رحمهالله وإيانا.
١٤٠ ـ ابراهيم بن الشيخ الدهماني : الفقيه الصالح ، المجتهد الأمين ، أبو اسحاق ، من كبار أهل القيروان ، هاجر إلى المدينة في عشر الستين وسبعمائة ، واجتهد في العبادة والخير ، وحصل القرآن ، وحفظ فيها كتاب أبي عبد الله القصري ، وفهمه ، ثم رجع إلى بلده ، ونفع الناس هناك ، قاله ابن صالح.
١٤١ ـ ابراهيم الفقيه ـ برهان الدين ـ بن المدني الركبدار : سمع على الفقهاء عبد الله بن الدماميني ، في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة مشيخة السفاقسي ، وأظنه ابراهيم بن محمد المراكشي ، الماضي قريبا.