ولد بخان مسرور بالقاهرة ، ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وستين وستمائة بالقاهرة ، وأقام بالمدينة النبوية ، وانتفع به جماعة من الأعيان في إقراء القرآن ، وناب في الخطابة والإمامة بالمدينة ، وكان شيخا مهيبا حسن السمت ، مليح الشيبة والشكل ، مات ـ بعد أن كف ـ بالمدينة في ثامن عشر جمادي الأولى سنة خمس وأربعين وسبعمائة ، ودفن بالبقيع ، وذكره شيخنا في الدرر ، كما ذكره الفاسي في ذيل التقييد ، فقال : إنه سمع على القاضي عماد الدين أبي الحسن علي بن صالح بن علي بن صالح .... الشافعي ... مسند الشافعي ، سماعه له من عبد العزيز بن باقا ، وحدث به ، وقرأ بالروايات على جماعة ، منهم : الشطنوفي ، والتقي الفاسي ، سمعه عليه قاضي مكة أبو الفضل محمد بن أحمد النويري ، وكان متقنا للقراءات ، قرأ عليه جماعة من الأعيان بالحرمين ، وانتفع الناس به ، وقال ابن فرحون : هو الشيخ الصالح المقرىء المجود من الشيوخ القدماء ، المقرئين بالسبع ، المتصدرين للإقراء ، أقام بالمدينة بعد إقامة طويلة بمكة ، وانتفع الناس به وجودوا عليه ، وكان شيخا مهيبا ، حسن السمت ، مليح الشيبة ، متقدما على أبناء جنسه ، استنابه القاضي شرف الدين الأسيوطي في الإمامة والخطابة مدة غيبته في القاهرة سنة اثنتين وأربعين ، وكذا كان استنابه فيهما أيضا : الجمال المطري في سنة ثمان وثلاثين ، وكان القاضي شرف الدين غائبا في القاهرة ، وأجاد تأديتهما ، وقام بهما ، وكف بصره في آخر عمره ، فصبر واحتسب ، وأعاده مقتصرا على اسمه ، وقال : شيخ صالح معمر ، مقرىء بالسبع ، قصد الحرمين ، فجاور بالمدينة ، ثم مكة ، وأقام بها طويلا ، ثم رجع إلى المدينة ، وناب بها في الإمامة والخطابة ، ونشره القراءات بالحرمين ، ثم مات بالمدينة ، ودفن خلف قبة عثمان رضياللهعنه ، وهو عند الفاسي : في مكة ، وذكره المجد ، فقال : كان شيخنا ذا هيبة وسكينة ووقار ، حسن السمت ، مليح الشيبة ، كثير الصمت ، صبيح النقيبة ، مال المستفيدون جميعهم إليه ، وانتفعوا به ، وجودوا عليه ، وكان من الشيوخ القدماء المقدمين ، أقرأ القرآن الكريم بالسبع مدة سنين ، واستنابه في الإمامة والخطابة : القاضي شرف الدين ، وكان قد استنابه قبل فيهما : الشيخ المطري جمال الدين ، فقام بهما أحسن القيام ،. وأقر بحسن أدائه كل خطيب وإمام ، وابتلي في الآخر بذهاب البصر ، فاحتسب على الله وصبر ، وفاز من الله بأطيب البشر ، وصفه الجمال بن ظهيرة بالمسند المعمر ، بقية المشايخ المسندين ، شيخ القراء والمحدثين ، والمتصدر بالحرمين الشريفين.
١٣٧ ـ ابراهيم بن المغيرة ، وقيل : ابن أبي المغيرة : عداده في أهل المدينة يروي عن القاسم بن محمد ، وعنه : يحيى بن سعيد الأنصاري ، ذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة.
١٣٨ ـ ابراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد ، أخي حكيم ـ ابني حزام ـ بن خويلد بن أسد بن اسحاق الحزامي ، القرشي الأسدي ، المدني ،