٥٤٢ ـ أنس بن مالك ، أبي أنس ، بن أبي عامر الأصبحي ، حليف عثمان بن عبيد الله ، القرشي التيمي : وأكبر بني أمية من أهل المدينة ، يروي عن أبيه ، وعنه ابنه مالك ، وهو الذي روى الزهري عنه ، قال : حدثنا أنس ابن أبي أنس عن أبيه عن أبي هريرة في فضل رمضان ، قاله ابن حبان في ثقاته ، وذكره الخطيب في المتفق.
٥٤٣ ـ أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن عمرو بن النجار ، أبو حمزة ، وأبو النضر ، الأنصاري النجاري ، الخزرجي : خادم النبي صلىاللهعليهوسلم ، وآخر أصحابه موتا ، وأحد المكثرين ، وأمه أم سليم ابنة ملحن ، شهد ثماني غزوات ، ويروى عنه أنه لما قيل له «أشهدت بدرا قال : لا أم لك ، وأين غبت عنه؟» ، قال ـ كما في الصحيح ـ «قدم النبي صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ، وأنا ابن عشر ، وكن أمهاتي يحثثني على خدمته ـ وفي رواية لا تقاوم الأولى : وأنا ابن ثمان ـ فأخذت أمي بيدي ، فانطلقت بي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إنه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفك بتحفة ، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا ، فخذه فليخدمك ما بدا لك ، فخدمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عشر سنين ، فما ضربني ، ولا سبني سنة ، ولا عبس في وجهي» ، ودعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم له فقال : «اللهم أكثر ماله وولده» ، وفي لفظ «ما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا له به» ، فزاد ولده وولد ولده على مائة وعشرين ، وكان بستانه يحمل في السنة الفاكهة مرتين ، وفيها ريحان يجيء منه ريح المسك ، بل كان من أكثر الأنصار مالا ، ومناقبه كثيرة جدا ، انتقل إلى البصرة ، ومات بها سنة إحدى وتسعين ، أو اثنتين وتسعين ، أو ثلاث ، وقد جاوز المائة بيقين ، وكان من أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر ، وبعثه أبو بكر رضياللهعنه على البحرين ، وقال له عمر رضياللهعنه حينئذ : «إنه لبيب كاتب» ، وقال قتادة : لما مات ، قال مورق : ذهب اليوم نصف العلم ، وترجمته تحتمل البسط.
٥٤٤ ـ أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي الأنصاري ، البخاري الخزرمي : عم الذي قبله ، وممن شهدا أحدا ، واستشهد بها ، فروى البخاري من طريق حميد عن أنس بن مالك رضياللهعنه «أن عمه أنسا غاب عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله ، غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين ، والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ، ليرين الله ما أصنع ، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون ، فقال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ـ يعني : المسلمين ـ وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ـ يعني المشركين ـ ثم تقدم ، فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : أي سعد ، هذه الجنة ورب أنس ، إني لأجد ريحها دون أحد ، قال سعد : فما استطعت فاصنع ، فقتل يومئذ ـ الحديث» ، وهو عند لبخاري من طريق ثمامة عن أنس أيضا ، وأخرجه ابن منده من طريق حماد بن سلمة عن