أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران المعدّل ، نا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم الوكيل ، أنا الحارث بن محمّد بن الحارث التميمي ، نا عبد الوهاب بن عطاء ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن هلال بن حصن ، عن أبي سعيد الخدري قال : أعوزتنا مرة فأصابنا جهد شديد ، فقال أهلي : لو أتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فسألته ، فأتيته فكان أول شيء واجهني به قال : «من استعف أعفّه الله ، ومن استغنى أغناه الله ، ومن سألنا لم ندخر عنه شيئا وجدناه» ، فقلت في نفسي : أفلا استغني فيغنيني الله ، قال : فو الله ما رجعت إلى نبي الله صلىاللهعليهوسلم أسأله شيئا من الفاقة حتى مالت علينا الدنيا ففرقتنا أو غرقتنا إلّا من عصم الله عزوجل.
ورواه أبو جمرة نصر بن عمران الضّبعي (١) ، عن هلال ، وقيل إن قتادة إنما سمعه من أبي جمرة ودلسه عن هلال.
أخبرنا بحديثه أبو القاسم بن السمرقندي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن أبي جمرة قال : سمعت هلال بن حصين قال : أتيت المدينة فنزلت دار أبي سعيد الخدري فضمني وإياه المجلس فحدّث أنه أصبح ذات يوم وليس عنده طعام ، فأصبح وقد عصب على بطنه حجرا من الجوع ، فقالت له امرأتي : ائت النبي صلىاللهعليهوسلم فقد أتاه فلان فأعطاه ، وأتاه فلان فأعطاه ، قال : فأتيته فقلت : التمس شيئا فذهبت أطلب فانتهيت إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو يخطب وهو يقول : «من يستعفّ يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن سألنا شيئا فوجدناه أعطيناه وواسيناه ، ومن استعفّ عنا واستغنى فهو أحبّ إلينا ممن سألنا» قال : فرجعت وما سألته ، فرزق الله تعالى حتى ما أعلم أهل بيت من الأنصار أكثر أموالا منا [٤٧٠٨].
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله الخياط (٢) ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني.
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو نصر الزينبي ، قالا : أنا محمّد بن عمر بن
__________________
(١) انظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٢٤٣.
(٢) ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ١٢٩.