رسول الله صلىاللهعليهوسلم مما يكون يحب راية الأنصار (١).
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم بن أحمد ، أنا عبد الرّحمن بن منده ، أنا أبي أبو عبد الله ، أنا محمّد بن يعقوب البيكندي ، ثنا سعيد بن مسعود المروزي ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : لما بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم اقفال (٢) أبي سفيان فقال : «أشيروا عليّ» ، فقام أبو بكر فقال له : «اجلس» ، ثم قام عمر ، فقال له : «اجلس» فقام سعد بن عبادة ، فقال : إيانا تريد يا رسول الله ، فلو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها ، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا ذلك (٣).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، قال : قرئ على محمّد بن حمّاد الطّهراني (٤) ، أنا عبد الرّزّاق ، أنا الثوري ، عن محمّد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال :
لما كان يوم بدر قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من قتل قتيلا فله كذا ، ومن أسر أسيرا فله كذا» وكانوا قتلوا سبعين وأسروا سبعين ، فجاء أبو اليسر بن عمرو ، بأسيرين فقال : يا رسول الله إنك وعدتنا : من قتل قتيلا فله كذا ، ومن أسر أسيرا فله كذا ، فقد جئت بأسيرين ، فقام سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله إنا لم يمنعنا زهادة في الآخرة ولا جبن عن العدو ، ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك المشركون ، فإنك إن تعط (٥) هؤلاء لا يبق لأصحابك شيء فجعل هؤلاء يقولون ، وهؤلاء يقولون فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ)(٦) قال : فسلّموا الغنيمة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال ثم نزلت (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) الآية (٧).
__________________
(١) مسند الإمام أحمد ١ / ٣٦٨ ونقله الذهبي في السير ١ / ٢٧٣ وعبد الرزّاق في مصنفه (٩٦٤٠).
(٢) عن سير الأعلام ، وبالأصل «قال» وكتب محقق السير بالهامش : «وفي أحمد ومسلم والمستدرك : إقبال»
(٣) الخبر نقله الذهبي في السير ١ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤ وانظر تخريجه فيه.
وبرك الغماد : بكسر الباء ، وبكسر الغين المعجمة وقيل بفتح وقيل بضم ، موضع في أقصى اليمن (انظر ياقوت).
(٤) بالأصل «الصهراني» خطأ والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٦٢٨.
(٥) بالأصل : تعطي ، خطأ.
(٦) سورة الأنفال ، الآية الأولى.
(٧) سورة الأنفال ، الآية : ٤١.