الكوفي ، قال : لما أراد النبي صلىاللهعليهوسلم أن يهاجر سمعوا صوتا بمكة يقول (١) :
إن يسلم السّعدان يصبح محمد |
|
من الأمن لا يخشى خلاف المخالف |
فقالت قريش : لو علمنا من السعدان لفعلنا وفعلنا ، قال : فسمعوا من القابلة وهو يقول (٢) :
فيا سعد سعد الأوس كن أنت مانعا |
|
وما سعد سعد الخزرجين العطارف (٣) |
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا |
|
على الله في الفردوس زلفة عارف |
قال : سعد الأوس سعد بن معاذ ، وسعد الخزرجين سعد بن عبادة ، الغطارف : الكرام ، واحدهم غطريف.
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ـ رحمهالله ـ قال : أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي ، أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد ، ثنا أحمد بن مروان ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، ثنا أبي ، ثنا هشام بن محمّد ، ثنا عبد الحميد بن أبي عيسى ، عن أبيه ، عن جده قال : سمعت قريش صائحا يصيح على أبي قبيس وهو يقول :
إن يصبح السعدان يصبح محمّد |
|
بمكة لا يخشى خلاف المخالف |
فقال أبو سفيان وأشراف قريش من السعود : سعد بن بكر ، وسعد بن زيد مناة ، وسعد هذيم من قضاعة ، فلما كان في الليلة الثانية سمعوا صوته على أبي قبيس وهو يقول :
يا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا |
|
ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف |
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا |
|
على الله في الفردوس منية عارف |
فإن ثواب الله للطالب الهدى |
|
جنان من الفردوس ذات رفارف |
فقالت قريش : هذا سعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو الفرج غيث بن علي ، وأبو محمّد
__________________
(١) البيت في الاستيعاب ٢ / ٣٧ وأسد الغابة ٢ / ٢٠٥.
(٢) الاستيعاب وأسد الغابة.
(٣) عن المصدرين وبالأصل «الغطايف».