سقفها وجدارها وميزابها وعتبتها ورخامها مما يحتاج لترميمه ، وأنه يجوز التوصل إلى بيان حقيقة ما ظن اختلاله من سقفها بكشف ما يعلم به أمره كما وقع نظيره ، وأن فعل ذلك لا يتوقف على سقوط ما وهى منها خلافا لجمع أفتوا بأنه لا يجوز أن يصلح منها إلا ما سقط ، ولو لم يسقط لا يصلح بل يترك على استهدامه وتشعثه ، وهذا وهم من قائله لأنه إن كان الحامل لقائله على ذلك رعاية احترام البيت بذلك ما أمكن بحسب ظنه ، فيرده أن تركه كذلك يؤدى إلى غاية وهن فى الدين وإسقاط هيبة الكعبة المعظمة من قلوب سائر المسلمين ؛ لأنهم يرون البيوت المنسوبة إلى أهل الدنيا فى غاية العظمة الصورية والبيت المنسوب إلى الله تعالى فى غاية الاستهانة بحقه وعدم الاعتناء بشأنه والقيام بحرمته وهذا خرق عظيم يجب تداركه ، قال ابن حجر بعد نقله وهو استدلال لا بأس به لا سيما عند من يرى المصالح المرسلة التى قال المحققون : إنها لا تختص بالمالكية بل ما من مذهب من المذاهب الأربعة إلا وعمل بها ، لكن المالكية لما أكثروا من رعايتها نسب القول إليهم ، وسيأتى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما دخل سيل أم نهشل اقتلع مقام إبراهيم عن موضعه وذهب به حتى وجد بأسفل مكة ، وعفى مكانه الذى فيه لما عفاه السيل ، فأتى به وربط بلصق الكعبة فى وجهها ، وكتب بذلك إلى أمير المؤمنين عمر ـ رضى الله عنه ـ وهو بالمدينة الشريفة فأهم له ذلك وركب فزعا مهولا إلى مكة ، فدخلها ليلا بعمرة فى شهر رمضان ، ثم بحث عن محل المقام وأعاده إلى محله كما يأتى ، فانظر مبادرة أمير المؤمنين رضى الله عنه وفزعه وركوبه من المدينة إلى مكة لهذا الخطب وإصلاحه بنفسه ، ومنه يعلم أن المبادرة بإصلاح خلل نفس البيت الشريف واجبة والفزع لما يحصل له مطلوب. وقد ذكر الفاكهى أنه فى بعض السنين غابت اسطوانة من أساطين البيت ، فأخرجت وجئ بأخرى ليدخلوها مكانها فطالت عن الموضع وأدركهم الليل والكعبة لا تفتح ليلا ، فتركوها مائلة ليقوموا من غد فيصلحوها ، فجاءوا من غد فأصابوها أقوم فى القدح انتهى كلامه. وهو كما قال العلامة السيد التقى الفاسى غريب جدا ، ومعلوم أن هذه المبادرة بإصلاح هذه الأسطوانة ليلا إنما هو بفعل الملائكة بإذن