الحجر الأسود ورفع المقام من موضعه وأدخل الكعبة للخوف عليه من السيل. ذكر هذه السيول الفاكهى بهذا اللفظ غير قليل بالمعنى ومن أمطار مكة وسيولها بعد الأزرقى ما ذكره إسحق بن أحمد الخزاعى راوى تاريخ الأزرقى وأدخله فيه عقيب الخبر الذى فيه أنه يأتى على زمزم زمان تكون أعذب من النيل والفرات لأنه قال وقد رأينا ذلك سنة إحدى وثمانين ومائتين وذلك أنه أصاب مكة أمطار كثيرة سال واديها بأسيال عظام سنة تسع وسبعين وسنة ثمانين ومائتين فكثر ماء زمزم وارتفع حتى كان. سفح قارب رأسها فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إلا سبعة أذرع أو نحوها وما رأيتها قط كذلك ولا سمعت من يذكر أنه رآها كذلك ، وعذبت جدا حتى كان ماؤها أعذب من مياه مكة التى يشربها أهلها انتهى.
ومنها ما ذكره المسعودى (١) فى تاريخه فى أخبار سنة سبع وتسعين ومائتين لأنه قال ورد الخبر إلى مدينة السلام بأن أركان البيت الحرام الأربع غرقت حين جرى الغرق فى الطواف ، وفاضت بئر زمزم وإن ذلك لم يعهد فيما سلف من الزمان انتهى.
ومنها مطر فى جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وخمسمائة أقام سبعة أيام فسقطت الدور وتضرر الناس به كثيرا.
ومنها مطر سنة تسع وأربعين وخمسمائة سال فيه وادى إبراهيم ونزل برد بقدر البيض وزن مائة درهم.
ومنها مطر فى سنة تسع وستين وخمسمائة جاء سيل كبير ودخل السيل من باب بنى شيبة ودخل دار الإمارة عنده ، ولم ير مثله فى دخوله من هذه الجهة ، ومنها فى سنة سبعين وخمسمائة أمطار كثيرة وسيول سال فيها وادى إبراهيم خمس مرات.
ومنها فى ثامن صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة سيل دخل الكعبة وأخذ أحد فرجتى باب إبراهيم ، وحمل المكة ودرجة الكعبة ، ثم رأيت بخط بعضهم
__________________
(١) مروج الذهب ١ / ١٢٠