إلى تلك البقاع ويذكر أهل المشاهدات أنهم يشاهدون تلك الأنوار واصلة إلى حدود الحرم ولها منار سبع منها وتكون منها فى الحرمين والأرض المقدسة هذا وقد روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «هذا البيت يعنى الكعبة الشريفة خامس خمسة عشر بيتا سبعة منها فى السماء إلى العرش وسبعة منها إلى تخوم الأرض وأعلاها الذى يلى العرش البيت المعمور لكل بيت منها حرم كحرم هذا البيت لو سقط منها شىء لسقط بعضها على بعض إلى تخوم الأرض السفلى ولكل بيت من أهل السماء ومن أهل الأرض من يعمره كما يعمر هذا البيت». أخرجه الأزرقى فإن قيل فى قوله عليه الصلاة والسلام ولكل بيت إلى آخره إشارة إلى تسميته كل بيت منها بالبيت المعمور بهذا المعنى فحصل الاشتراك فابنها البيت المعمور المراد فالجواب أن وجه التسمية لا يلزم اطراده كما هو مقرر فاشتراكها فى من يعمرها لا يلزم أن يسمى كل منها بالبيت المعمور بل هو اسم لما يلى العرش منها قد غلب عليه هذا الاسم ولزمه وصار علما عليه عند الإطلاق خصوصا وقد تميز عنها بأنه هو المسمى بالضراح دون بقية البيوت الأخر والله الموفق لكن فى الكشاف والقاضى أنه اسم للذى فى السماء الرابعة وأنه مسمي : بالضراح فعليه لا يظهر هذا الجواب ولهذا اعترض سعدى بأن الكلام فى البيت المعمور فتفسيره بالذى فى السماء الرابعة فيه فتأمل ، وسيأتى رده وعن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال البيت المعمور الذى فى السماء يقال له الضراح وهو على البيت الحرام لو سقط سقط عليه يعمره كل يوم سبعون ألف ملك ولم يرده قط والضراح بضم الضاد المعجمة بعدها راء مخففه فالف فى مهملة ، وقيل بالصاد المهملة والمشهور الأول وقاله الزمخشرى فى ربيع الأبرار : وهو غلط صراح» انتهى وهذا تسمية الملائكة له وعن مجاهد البيت المعمور هو الضريح يعنى بالضاد المعجمة والضريح لغة البعيد وسمى به لانه ضرح عن الأرض أى بعد واختلف فى البيت المعمور وفى مقره فقيل إنه البيت الذى بناه آدم أول ما نزل إلى الأرض كما سيأتى ذكره قريبا ثم رفع إلى السماء أيام الطوفان وتسميه الملائكة الضراح لأنه ضرح عن الأرض إلى السماء بمعنى أبعد وقضية ذلك أن نفس بناء آدم هو الذى رفع وتقدم كلام القاضى فيه