أنه وجد مخيط عبد الله المرجانى أن عبد المطلب جد النبى صلىاللهعليهوسلم بنى الكعبة بعد قصى وقبل بناء قريش ثم قال : ولا أعلم له فى ذلك سلفا ولا خلفا والله أعلم واختلف هل بناء الملائكة قبل آدم ، أو بناء آدم قبل الملائكة ، وقد ذكر الأزرقى رحمهالله تعالى ما يشهد للقولين وحذف بعضهم بناء العمالقة وجرهم فإنه كان ترميما فقال : بنيت الكعبة الشريفة خمس مرات الأولى بناء الملائكة ، والثانى بناء آدم عليهالسلام الثالث بناء إبراهيم عليهالسلام ، والرابع بناء قريش فى الجاهلية الخامس بناء ابن الزبير ـ رضى الله عنهما ـ ثم هدم الحجاج بعضه وبناه قال : وهذا هو المشهور المعروف ، وأخرج الفاكهى عن على ـ كرم الله وجهه ـ أن أول من بنى البيت الخليل عليهالسلام وجزم به ابن كثير فى تفسيره قال لم يجىء خبر عن معصوم أن البيت كان مبنيا قبله ، وقال فى تاريخه عند قوله تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ) الآية يذكر الله تعالى عن عبده وخليله أنه بنى البيت العتيق الذى هو أول مسجد وضع لعموم الناس يعبدون الله فيه وأراه مكانه أى أرشده اليه ودله عليه ، وعن على وغيره أنه أرشده إليه بوحى من الله ولم يجىء خير صحيح عن معصوم وذكر ما تقدم ثم قال : ومن تمسكه فى هذا بقوله تعالى مكان البيت فليس بناء خفيا ولا ظاهرا لأن المراد مكانه الكائن فى علم الله المعظم عند الأنبياء موضعه من لدن آدم إلى زمن إبراهيم صلىاللهعليهوسلم وقد ذكر أن آدم عليهالسلام نصب عليه قبة وأن الملائكة قالوا له قد ظننا قبلك بهذا البيت وأن السفينة طافت به أربعين يوما أو نحو ذلك وهذه كلها أخبار عن بنى إسرائيل وهى لا تصدق ولا تكذب فلا يحتج بها انتهى أقول : فعلى هذا يكون بناء البيت ثلاث مرات ، الأول بناء الخليل ، الثانى بناء قريش ، الثالث بناء عبد الله بن الزبير والحجاج ، لان بناء الخليل ثابت ينص الكتاب ، وبناء قريش ثابت فى صحيح البخارى وغيره وبناء ابن الزبير والحجاج ذكره عامة المفسرين وأهل التواريخ وغيرهم من العلماء ثم ما جزم به ابن كثير من أنه لم يأت خبر عن معصوم أن البيت بنى قبل إبراهيم صلىاللهعليهوسلم وأن جميع ما ذكر من أخبار بنى إسرائيل قد نقله غير واحد من المتأخرين كابن حجر الهيثمى ولم يعترضه وقد نظر فيه العلامة المحدث الشامى فقال : بعد نقله فيه نظر لما ذكر من الآثار السابقة