حديث ليس بثابت» قال الشيخ تاج الدين الفاكهانى «وهذه من المسائل التى لا يترتب على الخلاف فيها كبير فائدة ومثل ذلك الخلاف فى أن الأرض كروية أو سطحية إذ ليست باعتقادية ولا عملية». انتهي ، وقول من أستدل على أن السماء سطحية بقوله تعالى (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) ضعيف كقول من احتج على أن الأرض سطحية بقوله تعالى : (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) لأن الكرسى إذا اتسع قطره وصار سطحيا وقد أقام أرباب علم الهيئة البرهان على أن أعظم جبل فى الدنيا كالشعيرة بالنسبة إلى اتساعها ، وهذا مبرهن عليه فى فنه ، ولا يناسب ذكره هنا ، وذكر المقريزى أن الأرض جسم مستدير كالكرة ، وقيل ليست بكرة وهى واقفة فى الهواء بجميع جبالها وبحارها ، وعامرها وغامرها ، والهواء محيط بها من جميع جهاتها كالمخ فى جوف البيض ، وبعدها من السماء متساو من جميع الجهات ، وأسفل الأرض بالحقيقة هو عمق باطنها مما يلى مركزها من أى جانب كان ، وذهب الجمهور إلى أن الأرض كالكرة موضوعة فى جوف الفلك كالمخ فى البيض ، وإنها فى الوس ، وبعدها من الفلك من جميع الجوانب على التساوى وزعم هشام بن الحكم : أن تحت الأرض جسما من شأنه الارتفاع ، وهو المانع للأرض من الانحدار وهو ليس محتاجا إلى ما بعده أنه ليس يطلب الانحدار بل الارتفاع ، وقال آخر : إن الله تعالى أوقفها بلا عماد. وقال بعض الحكماء : إنها تقوم فى الماء ، وقد حصر الماء تحتها. حتى لا يجد مخرجا فيضطر إلى الانتقال. وقال آخر هى واقفة على الوسط على مقدار واحد من كل جانب ، والفلك يجذبها من كل وجه ؛ فلذلك لا تميل إلى ناحية من الفلك دون أخرى لأن قوة الأجزاء متكلفة ، وذلك كحجر المغناطيس فى جذبه الحديد فإن الفلك بالطبع مغناطيس الأرض فهو يجذبها فهى واقفة فى الوسط كما إذا وضعت ترابا فى قارورة وأدرتها بقوة فإن التراب يقوم فى الوسط. وقال محمد بن أحمد الخوارزمى : الأرض فى وسط السماء ، والوسط هو السفل بالحقيقة ، وهى مدورة مضربة من جهة الجبال البارزة والوهما والغديرة وذلك لا يخرجها عن الكرية إذا اعتبرت جملتها لأن مقاديرها وإن شمخت يسيرة بالقياس إلى كرة الأرض ، وإن الكرة التى قطرها ذراع أو ذراعان مثلا إذا انتابها شىء وغار فيها لا يخرجها عن الكرة ، ولأن