مقبوة يراها الناس خضراء وبين الثورى سبب ذلك فقال : «بلغنا أن صخرة تحت الأرض خضراء كما فى حديث البزار وغيره منها خضرة السماء أى وليست فى الحقيقة كذلك للحديث إنهم قالوا يا رسول الله : ما هذه السماء؟ قال : هذا موج مكفوف عنكم ومن ثم سئل ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ السماء من أى شىء فقال من موج مكفوف ويوافقه قول على ـ كرم الله وجهه ـ فى خلقه والذى خلق السماء من ماء ودخان وقال كعب : أشد بياضا من اللبن وقال الربيع بن انس السماء الدنيا موج مكفوف ، والثانية مرمرة ، بيضاء ، والثالثة من حديد ، والرابعة من نحاس ، والخامسة من فضة ، والسادسة من ذهب ، والسابعة ياقوته حمراء ، وذكر ابن العماد : أن الله تعالى جعل السماء خضراء لتكون أوفق للبصر لأن الأطباء يأمرون بإدمان النظر إلى الخضرة ليكون قوة للبصر. قال الغزالى : وفى النظر إلى السماء عشر فوائد منها : أنه يفرق الهم : ويذهب السوداء. ويقوى البصر ، وزينة للناظرين ، وعندك من الانشراح بقدر ما فى بيتك من السماء ، وأما خضرتها فقيل منه جبل فاق لاند من زمردة ، وهو خلق مغيب الشمس بسنة وخضرة السماء منه وقيل خضرتها من الصخرة التى تحت الأرض السفلى تحت النون وهى الصخرة التى ذكر لقمان أنها ليست فى السماء ولا فى الأرض المشار إليها بقوله تعالى : (إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ) انتهى وقول القاضى : والذات يشير به إلى أنها سبع طباق متفاصلة بين كل اثنين منها مسيرة خمسمائة عام كما ورد فى الأثر فيؤول قوله تعالى : (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) بالأقاليم السبعة ، وأما على القول بأن المراد مثل السماء فى العدد والطبقات ، وأن فى كل طبقة خلقا كما ذكره جار الله فى سورة الطلاق وحم فصلت فيكتفى فى التعليل بالاختلاف بالأصل كما اكتفى بالآخر فى سورة الأنعام حيث قال : لأن طبقاتها مختلفة بالذات وجمع بينهما فى البقرة ، كما جمع ههنا فقال هناك لأن طبقاتها متفاصلة بالذات ، مختلفة بالحقيقة ، وقد اعترض العلماء ومنهم شيخ الإسلام كلام القاضى بأن ما قاله مذهب الحكماء وأما الأشاعرة فالأرضون عندهم أيضا طبقات متفاصلة بالذات