ويرجع تفضلهما إلى نيل الله العباد فيهما ، وأن التفضيل الذى فيهما أن الله تعالى يجود على عباده بتفضيل أجر العاملين فيهما وقال الإمام تقى الدين السبكى عقيب حكايته لكلام ابن عبد السلام : وأنا أقول قد يكون التفضيل لذلك وقد يكون لأمر أخر فيهما ، وإن لم يكن عمل فإن القبر الشريف ينزل عليه من الرحمة والرضوان والملائكة ، وله عند الله من المحبة ولساكنه ما تقتصر العقول عن إدراكه ، وليس ذلك لمكان غيره فكيف لا يكون أفضل الأمكنة وليس محل عمله فهذا معنى غير تضعيف الأعمال فيه». انتهى قلت قد يقال القبر الشريف محل عمل له صلىاللهعليهوسلم لأنه حى يعبد ربه ويصلي فليتأمل وقد نقل القاضى عياض أن البقعة التى ضمت أعضاءه صلىاللهعليهوسلم أفضل بقاع الأرض حتى الكعبة» ونقل التاج السبكى «أنها أفضل من العرش» وقال النووى : الجمهور على تفضيل السماء على الأرض ما عدا ما ضم الأعضاء الشريف.» انتهى. وقال الفاكهانى الظاهر المتعين تفضيل جميع الأرض على السموات قال : ووكاه بعضهم عن الأكثر فضائل راء الكلام على عدد السموات وعدد الأرض وحفاتهما ومقدار ما بينهما ومقدار تحتها فنقول : الذى صرحت به الآيات أنها سبع سموات قال القاضى البيضاوى «فإن قيل أليس أصحاب الأرصاد أثبتوا تسعة أفلاك قلت : فيما ذكروه مشكوك وإن صح فليس فى الآية نفى الزائد مع أنه إن انضم إليها العرش والكرسى لم يبق خلاف. انتهى كلام القاضى فقوله تسعة أفلاك قال الإمام بنى كرة القمر ثم كرة زحل والفلك الثامن الذى جعلت الكواكب فيه والتاسع الفلك الاعظم وهو يتحرك كل يوم وليلة على التقريب دولة واحدة وقوله فيما ذكروه مشكوك أى فلا يجوز التعويل عليها لأنها أخبار صدرت عن فلاسفة اليونان فى أحوال الملكوت الأعلى بغير علم ، ولم يرد عن أحد من الأنبياء صلىاللهعليهوسلم خبر تصديق شىء منها ، وقد قال تعالى (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) وقوله ما ليس فى الآية نفى الزائد رواه مولانا سعدى أفندى بأن التنصيص على العدد الخاص نفى لما سواه ظاهر على ما يتبادر إلى الذهن المستقيم فالجواب هو الأول والثانى والثالث ليس بشىء كذا قيل قال : ويحتمل أن يخلق الزائد قبل أو بعد لا بالاستواء إلى المقصد من غير أن يلوى على شيء.» انتهى كلام القاضى وقال المقريزى ويقال لما عدا