وعليه الصلاة والسلام قاضيا بها ، وكان قد ولي ذلك مدة يسيرة. وقال الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في ذيله في جمادى الأولى سنة تسع عشرة : الشيخ الإمام العالم شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن نشوان بن محمد بن أحمد الحواري الشافعي ، مولده في المحرم سنة سبع وخمسين وسبعمائة بقرية حوار ، قدم دمشق ، وقرأ القرآن الكريم بالسنجارية ، ثم أقرأ ولدي الشيخ شهاب الدين الزهري ، واشتغل في العلم معهما وبسببهما على الشيخ شهاب الدين ولازمه كثيرا ، وأخذ عن علاء الدين المجدلي ، وقال إنه انتفع به واشتغل عند مشايخ ذلك العصر إلى أن نبه وفضل ، وحضر الدروس مع الفقهاء وظهر فضله ، وأذن له الشيخ سراج الدين في الإفتاء لما قدم دمشق ، ثم نزل له الشيخ شهاب الدين بن حجي عن إعادة الشامية البرانية بعوض ، وجلس للاشتغال بالجامع الأموي ، وانتفع به الطلبة واشتهر اسمه ، وقد درّس في آخر عمره بالعذراوية ، وكان عاقلا ذكيا يتكلم في العلم كلاما حسنا ، ويكتب على الفتاوى كتابة جيدة ، وعنده إنصاف ومحاضرة حسنة ، وفي آخر عمره لم يكن بقي في أقرانه من يناظره في العلم والرواج سوى الشيخ شهاب الدين الغزي ، وكان في يده جهات كثيرة ، ومات ولم يحج ، وكان قد اشتغل علي كثيرا ، ولم يكن له مختصر يحفظه ، وإنما كان يستحضر من التمييز ، لأنه علق بعضه بخاطره لما أقرأه لولدي مولانا الشيخ ، وقد مرض بالاستسقاء وطال مرضه حتى رأى في نفسه العبر ، وذلك بالخانقاه النجيبية ، ثم انتقل في آخر مرضه عند تيقنه الموت إلى البيمارستان النوري لغرض الصلاة عليه بالجامع الأموي ولغير ذلك ، توفي يوم الأربعاء خامسه بعد العصر وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي ، وحضر جنازته خلق كثير من القضاة والفقهاء والأعيان ، ودفن بمقبرة الصوفية عند قبر شيخه القاضي شهاب الدين الزهري ، ومحقت تركته ولم يظهر لها عصارة ، ونزل عن وظائفه للقاضي تاج الدين الزهري ولولديه. ثم قال الشيخ تقي الدين في ذيله لتاريخ شيخه الحافظ ابن حجي في سنة تسع عشرة وثمانمائة : وفي يوم الأربعاء تاسع عشره درس القاضي تاج الدين بن