الشام [ـ دمشق]
الفيحاء. وقد وصل ألفين من حجاج إيران فى نفس هذا اليوم أيضا. وتم تحصيل خمس عشرة
قطعة ذهبية عن كل حاج إيرانى ؛ مما شكل عونا ماديا كبيرا آنذاك.
وكنت ـ أنا العبد
الحقير إلى ربه ـ قد قمت بتأمين كافة إحتياجات الرحلة من مأكل ، ومشرب ، واشتريت
خمسة جمال ، وقاعودا ، وفرسا ، وأربعة هوادج ، وخيمة. كما استأجرت سقاءا وخمسة
عبيد. وجمعت الجميع فى سرادقى.
أخيرا ، وفى
العشرين من شوال سنة إحدى وثمانين وألف من الهجرة النبوية ، خرجنا من الشام ، وسط
إحتفال مهيب ، لم تر مثله البلاد من قبل. وسارت القافلة مسافة ساعة نحو القبلة ،
وسط رياض ، وبساتين غناء ، وحدائق فيحاء ، حتى وصلت إلى :
قصر كوچوك أحمد
باشا :
لقد انتشرت
الأخبار ، وتناقلت الأقاويل بين مشايخ الأعراب جميعا ، وكان مفادها أن ... «إن هذه
السنة تختلف عن كافة السنوات السابقة ؛ فعلى رأس القافلة وزير شديد البأس ، صعب
المراس لا يرحم قط ، ولن يرحم أبدا من تسوّل له نفسه الشغب ، أو يفكر فى العصيان.
فأقبلوا جميعا مع عيالكم وذويكم وقدموا فرائض الطاعة ، واظهار الولاء ... ، ، ..
وما هى إلا سويعات قليلة حتى وفد عدد من مشايخ البدو ورجالاتهم على قصر الوزير
كوچوك أحمد باشا ، وتشرفوا بالسلام عليه والمثول بين يديه.
وهنا ؛ فى هذا
المنزل قام كتخدا الباشا بتسليم عنان جمل المحمل الشريف إلي
__________________