جده .. فسلموه عليهالسلام إليه. وبعد أن بلغ سن الأربعين ، جاءته النبوة. وقد وهب هذا البيت الذى انتقل إليه من أمه إلى عقيل بن أبى طالب ، وانتقل هو عليهالسلام للعيش فى دار خديجة الكبرى رضى الله عنها. وبمرور الأيام ، اشترت السيدة حيزاران والدة الحجاج يوسف الظالم من ورثة حضرة عقيل بن أبى طالب عندما جاءت إلى الحج. ثم تم شراء هذا البيت اللطيف من ورثة الحجاج .. ومحبة فى رسول الله قام الملك المظفر شمس الدين يوسف عليه الرحمة بتوسيع هذا المسجد ، والذين يؤدون فيه الصلاة يدعون للجميع بدعاء الخير.
* * *
أوصاف حرم بيت الرسول الكريم :
قبة عالية مغطاة بالرصاص داخل وادي أمينة. لها باب يطل على الناحية الشمالية ، ينزل إليها بسلالم مكونة من عشر درجات تقع وسط مكان منخفض. هى قبة منيرة. وما أن تدخل من الباب حتى تجد حرما مربعا ، هو أيضا يقع تحت القبة. وبعده يوجد باب آخر فى الداخل ، هو باب الآعتاب السعيدة. الباب مكشوف على الناحية الشرقية ، والحرم مفروش بسجاد حريري قيم ؛ كما أنه ميدان رحب ، بحيث تصل رحابته إلى خمسمائة خطوة ، مسجد لطيف وواسع. والقبة مزينة بمختلف النقوش والألوان بحيث أنها تحاكي قبة الأفلاك ومن ميدان المحبة وحتى وسط القبة ، ترى منبرا بديعا ، وفوقه قبة منيرة. وجوانبه الأربعة مسطورة بالزخارف والديباج .. وله باب صغير مرصع ، ومطعم بالذهب طبقة فوق طبقة. وله قفل ، ومفتاح من المجوهرات من خيرات السلف الصالح من السلاطين ، وبجوار هذا المنبر المنيف ، وعقب الباب سجادة حريرية مطرزة ، يجلس فوقها خدّام بيت رسول الله. وهم الذين يقومون بفتح الباب الشريف بالمفتاح المجوهر عند قدوم الحجاج والزوار للتبرك ، والزيارة .. ويقوم الزائرون بتلاوة الدعوات والتوسل إلى الله طالبين الشفاعة. وفى المكان الذى تشرّف بنزول صاحب الرسالة من رحم الأم الطاهرة ، قد وضعوا حجرا مباركا ، داخل الحفرة الصفراء. وقد أثر جسده الشريف فى هذا الحجر .. وهو منخفض يتسع لجلوس رجل فى داخله جلوسا متربعا ،