أوصاف الإحرام للحرم الشريف :
أولا ؛ فى الجهة الشمالية اعتبارا من منطقة وادي فاطمه ، ومن المكان المسمى عمره أربعة آميال من مكة ، وتدخل هذه المسافة فى حرم مكة المكرمة. وعلى طريق جده بعشرة أميال .. ويمتد حتى منتهى جده .. وإلى أن تصل طريق الطائف إحدى عشر ميلا .. وعلى طريق اليمن ، وحتى منطقة «يلملم» أربعين ميلا .. والقادمون من اليمن أو جهاتها يحرمون فى يلملم .. وعلى طريق العراق ، وإلى أن يتم الوصول إلى المكان المسمى ، ستة أميال. وعلى حدود كل طريق .. وحيث يتوجب الإحرام قد تم إقامة بناء ينار لمسافة ميل حتى يدرك من منارته حدود الحرم هذه العلامات قد وضعها عدنان ، ثم آضاف هارون الرشيد ، وولده الخليفة المأمون الكثير من الآثار والأبنية الأثرية إلى حرم المدينة ، وآثناء خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي .. وعند ما تم فتح مدينة طليطله فى ديار الأندلس ، ولما توجه إليها بألف قطعة من السفن ، وتغلبت على آهلها ، وجد كنز سيدنا سليمان .. وداخل العجول الذهبية ، وجد ياقوتا أحمرا ، وزمردا ، وألماسا لا حصر ، ولا عد له .. ووجد الكثير من الأزيار المليئة بالذهب الخالص .. فبنى فى دمشق الجامع الأموى ، وأقام فى مكة العديد ، والكثير من الزينات حتى أصبحت ، وكأنها جنة عدن. وفى البداية أقام من سبعة قناطير من الذهب الخالص مزابا لمياه الرحمة «المطر» .. ولكن لثقله كان يسقط من حين لآخر. وبعده ، وفى زمن السلطان أحمد كلّف درويش محمد ظلي والد العبد الحقير بإبداع مزراب آخر. وبينما كان فى الآعتاب العالية قام والدنا بإعادة بناء مزراب ماء الرحمة ، وخلال تلك كان والدنا هو أمين الصرة ، وقد قاموا بوضع المزراب الجديد فوق سطح الكعبة الشريفة. وحتى أنا العبد الحقير قد رأيت هذا المزراب ، وكذلك رأيت ما خطه بيده الكريمة من خطوط بديعة .. ولكن لم يكن كل ذلك يصل إلى مرتبة ما بناه الوليد بن عبد الملك. وقد كان ما صنعه درة مصافة .. وقام عبد الملك بتوسيع الحرم الشريف ، وترميمه ، وأصبح طول مسجد الحرم ثلاثمائة وسبعون ذراعا مكيا .. وعرضه ثلاثمائة وخمسة عشر ذراعا مكيا ـ ولكن الحقير لم يستطع حساب الذراع ولم أقم إلا بالقياس بالخطوة. وقد سطرت ذلك سابقا ، وإن كان حساب الذراع المكي أقل من الخطوة .. وكان ذلك الحساب مساويا لما قمت آنا به بالخطوة تقريبا.
* * *