أوصاف أبدان الحرم الشريف :
أولا يقع على الجانب الشرقى للحرم الشريف ١٦٢ شرفه ، ٢٧ منها مبنية من الرخام الأبيض. ووسطهم واحدة هى أعلى الجميع ، مائة وخمس وثلاثين منها من الحجر الشمسى. وعلى الجانب الشمالى ثلاثمائة وأربعين شرفه ، ثمان وسبعين مبنية من الرخام الأبيض .. ثلاثة من جملتهم عالية ، والبقية من الحجر الشمسى. وعلى الجانب الغربي مائة وأربع اثنان وعشرين منها من الرخام ، والباقى من الحجر الشمسى. ومن ناحية باب زيارة دار الندوة مائة وإحدى وتسعين شرفه. وعند باب ابراهيم مائة وست وأربعين جدارا ، وكلها مزينة. وكلها من الحجر الشمسى ، وبحساب كل هذا يتضح أن هناك ثلاثمائة جدار وشرفه ، اللهم احفظنا .. ساعة الحصاد يمكن أن يصعد فوق سطح خمسة أو ستة آلاف مسلح بالبنادق ويكون السطح بمساعدة هذه الشرفات مساعد ، ومناسب لمثل هذه الحرب. فهذه الجدران ، وهذه الشرفات تجعله كالقلعة .. ولكن جبل أبى قبيس محيط به ، وقريب جدا ، بحيث يستطيع من يلقى بالحصى بيده لا يسمح لأى شخصى أن يسير فى الحرم. وقد حدث خلال الحرب التى درات مع حسن باشا المشار إليه ، فإن أعدادا غفيرة من الناس قد قتلوا بالرصاص المطلق من جبل أبى قبيس هذا .. ولهذا السبب فإن السلاطين السابقين قد حصّنوا الحرم الشريف من جوانبه الأربعة. وبنوا حوله المدارس دورا فوق دور ـ وسوف نتحدث عن هذه المدارس فى حينه ـ وكل نوافذها تطل على الحرم الشريف ... وخلاصة الكلام فإن تعفير الوجه على هذه الآعتاب الشريفة سعادة ما بعدها سعادة.
* * *