أشهر وأعد غلمانه
، ورافق قافلة الحج التركى ، والتى كانت تضم حجاج كل دول البلقان واستانبول. وشاهد
ووصف لنا مراسم توديع القافلة وتسليم الجمل الذى يحمل المحمل وكيف أن السلطان
بنفسه ـ وفى معيته الصدر الأعظم وشيخ الإسلام قد حضر هذه المراسم وقد كانت فرقة
الموسيقى السلطانية تعزف أمام قصر السلطان قبل موعد قيام القافلة بزمن طويل وكان
معنى ذلك ايذان وإعلام للجميع باقتراب موعد قيام القافلة ، فيقدم الأمراء
والأثرياء وأهل الخير هداياهم لتكون فى عهدة أمير القافلة حيث يوصلها إلى سكان مكة
، والمدينة ومجاورى الحرمين الشريفين.
وفى وصف دقيق
وممتع يصف لنا الكاتب رحلته منذ أن قامت من استانبول حتى إنتهى من آداء شعائر
الحج. ويقدم لنا شعور المسلم المؤمن فى مواجهة الصعاب ، وكيف أن القافلة كانت تحمل
مالا يطاق من برد ، وجوع ، وعطش وهى تعبر الصحراء القاحلة . كان كل ذلك من أجل اليفاء بركن من أركان الإسلام.
وكثيرا ما كان
يتحفنا ببعض من أشعاره الجياشة وتضرعاته وتوسلاته فى الحرم النبوى وأمام أستار
الكعبة الشريفة.
يقدم أوليا چلبي
أوصاف الحرمين الشريفين وما فيهما من تحف وعدد المأذن ، والأبواب ، والأعمدة ،
والشبابيك وأطوال كل منها. وتعريف كامل بسكان البقيع من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم. كما يصف لنا وصفا دقيقا كل ما كان يصادفه من قلاع ، وحصون
ومساجد وتكايا ، ويعرفنا بأقطاب العلم ووصفا للأوضاع الاجتماعية ، والاقتصادية ،
والادارية ، والتشكيلات العسكرية والتقسيمات الادارية للشام والحجاز .
أتم أوليا چلبي
طواف الوداع ، وأتم فريضة الحج فى موسم سنة (١٠٨٢ ه ـ ١٦٧١ م) واستقر رأيه على
مرافقة قافلة الحج المصرى عند عودتها لكى يقوم برحلته إلى مصر. فيلتقى بشريف مكة ،
ويتجه إلى جدة لمقابلة الوالى العثمانى ليستأذنه فى الرحيل ، ولم يفته أن يخبرنا
بتجارة جدة ، وبنوع وأجناس الحجاج ، والسفن وما
__________________