للوالد تأثير كبير ، وذكريات كثيرة ، ومآثر حميدة ؛ كانت تمنح آوليا الفرصة لكي يتحدث عن والده في ثنايا كتاب الرحلات التي قام بها فيما بعد.
وكلمة «درويش» التى تسبق ، أو تلحق باسم «محمد ظلي» لا بد أنه إكتسبها لمسلكه الديني ، أو الصوفى الذي لازمه ؛ وذلك لأنه كان من المداومين على حضور جلسات الذكر فى تكية الشيخ عزيز محمود خدائي (١) الذي كان من مشاهير مشايخ عصره. وكان الوالد ، دائما ما يصطحب ولده ، ويجعله يشارك في المراسم ، والتراتيل ، والإنشاد الديني ، ويجالس كبار المرشدين ، والمريدين في التكية.
لقد وفدت بدايات العائلة من آواسط آسيا ، وتوطنوا حي زره كان فى كوتاهية (٢). ثم شيدت العائلة بيوتا لها في كل من «برغامة» (٣) و «بورصة» (٤) ، وامتلكوا مزرعة فى صانديقلى (٥). وعند فتح استانبول ، بالرغم من أن العائلة قد انتقلت إليها ، إلا أنها لم تقطع صلاتها بما هو خارج العاصمة.
__________________
(١) مرجع سبق ذكره ص ٦Cafer Erkilic ـ ١.
(٢) عزيز محمود خدائي ؛ وهو من كبار مشايخ الطريقة الخلوتية ، اشتهر بكثير من أشعاره التى تدعو إلى الزهد ، والعبادة الخالصة لوجه الله. بعد أن أتم علومه ، سلك سلك القضاء ، انتسب فى بادئ الأمر إلى الطريقة المولوية ، وأخذ العهد على سيخها ، استقر بطريقته في اسكيدار ، وعمل بالوعظ والإرشاد فى اواخر أيامه ، توفى ١٠٣٨ ه وضريحه من المزارات المفتوحة حتى العصر الحاضر ؛ انظر ، شمس الدين سامى ، قاموس الاعلام ج ٣) (المترجم).
(٣) كوتاهية : (مركز ولاية فى العصر العثماني ، وكانت تقع فى جنوب شرق ولايتى خداوندكار ، وبروسه. من المدن التى لعبت دورا مهما فى الحضارة الإسلامية على مر العصور. بها العديد من الآثار الإسلامية التى ترجع إلى العصور السابقة من السلاجقة والعثمانيين. وفى العصر الحديث هناك قضاء يحمل نفس الإسم. وتقع بالقرب من ولاية أنقرة. واراضيها تغطى حوالى ١٨٠٠٠ كم ٢ من مساحة تركيا المعاصرة ، تتمتع بطقس جميل ، وحركة سياحية نشطة. انظر : شمس الدين سامى ؛ قاموس الاعلام ج ٥) (المترجم)
(٤) برغامه ؛ إحدى المدن الصغيرة القريبة فى بورصه ، ومناخها معتدل ، وزراعية. «المترجم»
(٥) بورصه : إحدى أشهر المدن التركية المعاصرة. وكانت أول عاصمه للدولة العثمانية. ثم تلتها أدرنة ثم استانبول. لها مكانه مرموقة فى الحضارة التركية العثمانية حيث شيد بها العديد من المساجد والجوامع والمدارس والأضرحة العثمانية. وظلت إلى عهد بعيد من الفتح العثمانى لمدينة استانبول وهى المدفن الأساسى للسلاطين العثمانين. انظر ؛ للمترجم استانبول عبق التاريخ وروعة الحضارة ، القاهرة ١٩٩٩. ص ٢٣) (المترجم)
(٦) صاندقلى ـ صانديقلى ؛ مركز قضاء ، سكانها جميعا كانوا وما زالوا من المسلمين ، تابعة لولاية خداوندكار. وبها العديد من الاثار الإسلامية التى ترجع إلى العصور السابقة. ويقع فى شمالها الغربى سنجق كوتاهية. وفى جنوبها الشرقى قونية. تحوظ بها الجبال المرتفعة. كانت كثيرة المراعى فى العصر العثمانى ، ينبع منها نهر مندريس الكبير. فى جنوبها الغربي توجد بحيرة (آجى كول). متعددة المحاصيل فى العصر الحديث. تكثر بها المعادن الطبيعية. تربطها بالعديد من المدن الطرق الحديدية ، والطرق البرية الجيدة. بها مياه معدنية للإستشفاء. انظر : شمس الدين سامى ، قاموس الأعلام ، ج ٤) (المترجم)