مهام أمراء مكة
وصلاحياتهم فى العصر العثمانى :
بعد أن دخلت منطقة
الحجاز تحت النفوذ العثماني ؛ قبل الحكام العثمانيون بنفس الأصول ، والقواعد التى
كان يحكم على منوالها الأشراف في العصر المملوكي ، وأبقوا على نفس صلاحياتهم ،
ونفوذهم داخل المناطق التابعة لهم ، وأكتفوا فقط بإرسال قوة محافظة ، لحفظ الأمن
والهدوء ترسل من مصر سنويا ، وتتواجد في كل من مكة المكرمة ، والمدينة المنورة
بالتناوب ...
وإذا كان الأشراف
قد بذلوا أقصى طاقاتهم ، لوضع هذه القوات المرابطة في مكة ، والمدينة تحت سيطرتهم
لما لمسوه فيها من تهديد ، أو تحديد لنفوذهم ، إلا أن القادة العسكريون المرابطون
هنالك لم يقبلوا بذلك. وكان كل منهما يحاول التأثير ، أو التقليل من نفوذ الأخر ،
بل كان يصل الأمر أحيانا ، أن يسعى كل منهما لعزل الأخر .
وقد كان الأمراء
يحتفظون لأنفسهم بقوات خاصة بهم من البدو ، والآعراب المرتبطين بهم. فقد كان
الأشراف يحاولون أن يبدون كحكام مستقلين بالحجاز ، ولكن بدون عملة خاصة بهم ، وكان
خوفهم من بعضهم البعض ، يفوق خوفهم من قوات الدولة العثمانية.
لم يضع العثمانيون
قانونا خاصا بإدارة الحجاز ، بل كانوا يكتفون بما يتضمنه فرمان التعيين من تحديد
للإختصاصات ، ومنح للصلاحيات وما كان يتضمنه المنشور ، أو الفرمان كان عبارة عن
مجموعة من التوصيات ، والنصائح ، والتكليفات المحددة ؛ لما يجب عمله تجاه الحجاج ،
وضرورة توزيع الصرة ، والظهيرة بشكل يتسم بالعدل ، والمساواة. والتشديد على
الحيلولة دون البدو والأعراب ، ونهب أموال الحجيج ، وقوافل التجار. ولم تشغل
السلطة المركزية بالها إلا بتأمين طرق قوافل الحج. والتى كانت تعتبره من أولويات
مسئولياتها. وقد أشرفت الدولة اشرافا فعليا
__________________