الفواكة التى تأتى من الطائف كالعنب ، والرومان .. ويشتهر البلح ، والتمور فى آسواق مكة ، وتتعدد مصادره. كما أن بعض حدائق مكة ؛ كالتى فى المعلا والأبطح ينزل بعض من فواكهها وخضرواتها إلى أسواق مكة. وداخل مدينة مكة خمسة عشر بستانا ، معظم حاصلاتها من البلح والتمر ، والليمون واللارنج والنبق ، والعنّاب. ولما كانت معظم هذه البساتين في قصور ، وخانات الأشراف فيكثر فيها الصحبة ، وجلسات الأدب ، والسمر. عدا سبعين حديقة آخرى أو ثمانين وكلها بساتين ومزارع نخيل. وأجمل ما فى هذه الحدائق ، والرياض والبساتين شجر النبق .. والنباتات العطرية مثل الورد بشتى أنواعه ، والنسرين والبنفسج ، والرياحين المختلفة ، والهندباء. وعطور نبات الهندباء ـ عشب القاضى وماء الورد ، وماء البخور لا مثيل لها فى الربع المسكون من العالم.
* * *
آوصاف حمامات مكة المكرمة :
يوجد فى داخل مدينة مكة المكرمة حمامات عامة ، وخاصة. وأجملها قاطبة الحمام الذى أقامه صوقوللى محمد باشا فى الحي الذى يحمل اسمه ، وهو بناء لطيف ، غاية فى الإبداع المعماري ، وهواءه نظيف ، مفروش بالرخام بالكامل ، وبه نقوش وزخارف بديعة. وهناك حمام آخر بديع ولطيف ، وهو من خيرات سنان باشا فاتح اليمن ؛ وهذا الحمام ثماني الأضلاع ، ومضيء ، ونظيف. عدا هذين الحمامين الكبار ، فإن هناك مائة وخمسة وأربعين حماما فى القصور والسرايات الخاصة بالأشراف وهى خاصة بأهل البيت ، وعياله .. ولا يدخلها عامة الناس ، ولا يستحم فيها آهالى الحي. بل هى وقف على الأهل والآقارب. وهناك من العمالة من يقومون بكنس الشوارع الرئيسية ، وتنظيفها .. ويرشون أمام الحمامات ويحرقون مخلفاتها .. ولكثرة هذه الحمامات .. فقد انعكس ذلك على كل آهالى مكة ؛ فمظهرهم جميعا لائقا ، نظيفا .. وكأنهم ليسوا من بنى البشر ، حقا ، إنهم يستحقون الإنتساب إلي رسول بنى البشر ، فوجوههم جميعا تتسم بالبشر ، وتعلوها الإبتسامة.
* * *