الإدارات. وبعرض خاص من سنان باشا (١) فاتح اليمن ، يأتى الخط الشريف (٢) وما زال ساريا حتى الآن (٣) ويخصص لهم سنويا مائتي كيسه. ويأتيهم من الهند ، واليمن والعجم ، والمغرب والحاصل من كل بلاد المسلمين ما يماثل خزينة مصر خمس مرات ذهبا ، ويقدم إليهم ما يقرب من ثلاثة آلاف جندي من العرب والأروام ـ «الترك» وسيطروا على مقاليد الحكم. وفى مرات عديدة يكون لهم الآلاف من العبيد البدو العرايا .. ولكن ليست لهم علوفه (٤). وكان يدين لهم بالطاعة جملة الآعراب البدو ، ويقسموا لهم على «نصرة السلطان الشريف الهاشمى». وإذا لزم الأمر يحضرون إلى المحكمة ويقسمون على ذلك برأس الشريف قائلين «... بحق رأس الشريف». كما كان للشريف عبيد يطلقون البنادق العثمانية ذات البيارق الإثنى عشر. يحبون طائفة الأروام ، لأنهم قوم شجعان. ووجهاء .. ليس للأشراف أطواغ (٥) أو أعلام ، ولكن لهم رايات تشبه علم رسول الله. وكذلك لهم فرقة طبل ، ودار ضيافة ـ مكرمه .. وقاضى بمخصصات شيخ الحرم. ولكن لم تمنح لهم الإجازة بذلك ، وذلك لكثرة العصيان فى الماضى .. ومنذ أن شاروا ضد حاكم مصر قايتباى ، وهم يركبون خيولا بدون ذنب كتأديب لهم. وإلى الآن ، وصرة كل الأشراف ثنتا وستون ألف دينار ذهبي. وأن أمير الحج المصرى ، وأمين الصرة يحضران كل سنة هذا المقدار من الذهب ، ويوزع على الجميع. كما أن لهم جرايات من الغلال تأتي من مصر .. هذه الجراية توزع سنويا على عشرة آلاف وستين من الرجال والنساء .. هذا إلى جانب الصرة ، والعطايا والخلع الفاخرة التى تأتى من طرف السلطان ويحسن بها عليهم .. إن مثل هذا الإحسان لم يكن له مثيل لآهالى مكة فى زمن
__________________
(١) سنان باشا : تولى الصدارة العظمى خمس مرات فى زمن كل من مراد الثالث ، ومحمد الثالث وينسب إلي الجنس الآلبانى. قام بضم العديد من البلدان إلى أملاك الدولة العثمانية ، تولى ولاية مصر سنة ٩٧٧ ه ثم قاد الحملات العثمانية على اليمن ، والهند ، وعاد منها بغنائم كثيرة ومنح لقب «غازى» لهذا السبب. توفى سنة ١٠٠٤ ه عن عمر جاوز التسعين. «المترجم»
(٢) الخط الشريف : هو المرسوم الذى يصدره السلطان بصدد أمر معيّن ، أو بتكليف أحد موظفى الدولة بمهمة معينة ، ومحددة. «المترجم»
(٣) المقصود هو السنة التى حج فيها آوليا چلبى وهى سنة ١٠٨٢ ه.
(٤) علوفه : مبالغ مالية ، وكمية معينة من القمح والدشيشة ، والبتن كانت تخصص لبعض الفئات من العسكريين ، والمدنيين والمشايخ فى الدولة العثمانية «المترجم»
(٥) الطوغ : طرة من شعر الخيل ، كانت تعطى فى العصور التركية المختلفة للأمراء والقادة كل حسب رتبته. «المترجم»