النفوس الحشمة والهيبة ، فى نفس الوقت ، ومن بعدهم رئيس السقائين وقد حمل فى يده مطرة «قربة» من الجوهر الخالص ، ثم ثمانية من الشطار (١) وقد علقوا فى خصورهم أحزمة من الفضة الخالصة ، والبلط الفولاذية ، وعلى رؤوسهم طاسات ذهبية ، وفى أعقابهم ، أمير الاسطبل (٢) وقائد بلوك الحرس ، والإمام والمؤذن كل على صهوة جواده.
كما كان الباشا قد إرتدى درعه كذلك ، وكان يمضى فى تئودة ، وهو يلقى بالسلام ، والتحية على من إصطفوا على الجانبين ، ويرد عليهم تحياتهم. وكانت الصفوف الخلفية تشمل بقية السلحدارية ، والچوخه دارية ، وحوالى مائتين من الآغوات ؛ وقد ارتدوا ملابسهم المزدانة بالقصب والقشيب ، ثم
__________________
ومن كان يعين سلحدارا ، كان يمنح مبلغا نقديا تحت مسمى «عجميلك» قد وصل فى القرن الثانى عشر الهجرى ، الثامن عشر الميلادى ١١٦٠٠ آقچة.
وكان السلحدار يختار من بين الشخصيات العلمية وقد وصل منهم ما لا يقل عن عشرين شخصية بمنصب الصدارة العظمى.
كان يطلق على رئيسهم «سلحدار آغا» أى آغا السلحدار. كما كان من بين تشكيلات الانكشارية بلوكا يطلق عليه «بلوك السلحدار» وكانت قواته من الخيّالة والفرسان. كما كانت هناك خزينة خاصة تحت حراستهم ملاصقة لدائرة السلطان ، ولدائرة الأمانات المقدسة فى سراى السلطان ، وكانت تحفظ فيها الأشياء القيمة إلى جانب أسلحة السلطان.
وهم الذين كانوا يؤمنون طريق الجيش عند التوجه إلى الحرب. ومن القوات المهمة المرافقة لموكب الحج والمحمل المتجه إلى الحرمين الشريفين ، وتكون هذه القوات تحت إمرة أمير قافلة الحج الشامى. «المترجم»
(٢) چوخه دار ـ Cuhadar : مصطلح يطلق على الشخص الذى كان يقوم على خدمة السلطان فى إعداد ، وتنظيف وتلبيس الأحذية.
ثم توسع حتى شمل من يقومون باسدال الستائر وفتحها فى السراى ، وقصور الوزراء وكبار رجال الدولة. ولما كانوا يلبسون الجوخ فقد أطلق عليهم الإسم مشتقا مما يلبسون «أى آصحاب الجوخ».
ومن يقوم بهذه المهمة فى المقاسات العسكرية يطلق عليهم «پارده چاويشى» أى جاويش الستارة. وكانوا يتولون أعمالا أخرى إلى جانب أعمالهم هذه. وكانوا يمرون ضمن المواكب والإحتفالات كنوع من الزينة ، والبهرجة وإظهار للثناء. ثم انتقلت هذه الوظيفة إلى سائر الولايات. كما كانوا يتواجدون فى رفقة قادة الجيوش فى وقت الحرب ، وفى معية أمير قافلة الحج. «المترجم»
(١) الشطار : جمع شاطر
مصطلح يطلق على قسم من الذين يكونون فى معية السلطان العثمانى وكانوا يسيرون فى كوبة مطنطنة حول السلطان بملابسهم المزركشة زيادة فى الأبهة. وكان هناك مثيل لهم يسيرون حول الصدر الأعظم ، أو الوزراء. وكانوا مرتبطون بالتشكيلات الملحقة بالسراي. ويمكن اعتبارهم الحرس الخاص للصدر الأعظم ، والوزراء فى بعض العصور. ويطلق على رئيسهم «شاطر ياشى» الباششاطر. (المترجم)
(٢) أمير الأسطبل : آميرى آخور : لقب يطلق على المسئول عن الإسطبل السلطانى ، وكان هو المنوط به إعداد الجنول للسراى ، وللسلطان. ويعتبر من كبار القواد ورجالات الدولة. والمقربين إلى السلطان. (المترجم)