بالبلد ، فوصل التتار ، وأحكموا حصارهم على المدينة ، وجرت وقائع شديدة قتل فيها من التتار خلق كثير ، ثم تمكن المحاصرون من دخول المدينة في رجب من سنة ٦١٨ ووضعوا السيف في أهلها حتى أفنوهم ، ثم أحرقوا البلد حتى عفا رسمه.
وبعد ذلك عاد التتار شمالا إلى بلاد أذربيجان فملكوا بعض مدنها ، ثم تقدموا إلى بلاد أرّان شمال أذربيجان فملكوا كثيرا من مدنها وقراها وفعلوا فيها مثل ما فعلوا في قزوين. ثم تقدموا إلى بلاد الكرج الكفرة ، ونشبت بين الجانبين معارك قاسية قتل فيها عشرات الآلاف من الكرج ، ونهبت التتار كثيرا من بلادهم.
ثم توجه التتار إلى دربند شروان وأهلها مسلمون ، فحاصروا مدينة شماخي ، وملكوها بعد مقاومة شديدة من أهلها ، وعبروا بعد ذلك مضايق الدربند إلى جهة الشّمال حيث تقطن قبائل اللّان النصرانيين ، وقبائل اللّكز ـ ومنهم المسلمون والكفار ـ فقاتلوهم ، ونهبوهم ، وسبوا نساءهم ؛ ثم توجهوا إلى بلاد القفجاق ففر أهلها ، واعتصموا بالجبال ، ولحق الكثير منهم ببلاد الرّوس ، واستقرت تلك الطائفة العادية من التتار في تلك البلاد لكثرة مراعيها في الصيف والشتاء ، ثم توجهوا نحو بلاد الروس النصارى سنة ٦٢٠ فقاومهم أهلها بمساعدة القفجاق الهاربين مقاومة عنيفة ، لكن التتار انتصروا عليهم ، ودخلوا بلادهم ، فعملوا فيها مثل عملهم في ديار الإسلام ، وقد استطاع الكثير من الروس الفرار من بلادهم ، ثم توجه التتار غربا فملكوا كثيرا من البلاد ، وفي عودتهم كمن لهم البلغار في آخر سنة ٦٢٠ فقتلوا الكثير منهم ، وعادت بقيتهم إلى ملكهم جنكيز خان.
فهذا هو خبر التتار المغرّبة الذين أرسلهم جنكيز خان ليتتبعوا آثار خوارزم شاه.
وكان جنكيز خان لعنه الله لما علم بفرار خوارزم شاه من بلاد خراسان ،