ثم خرج سعيد بن جويد ومر على الظاهرة ومضى إلى صحار يجمع قوما من صحار وينقل ، لأن ينقل نكثت الصلح فاجتمع معه خلق كثير ، ورجع وجاء إلى عملا «وضم» فلم يزل يضرب في عمان يمينا وشمالا فتراه يوما في الشرقية ويوما في الغربية يغشى أموال خصومه من أعوان محمد بن ناصر ، فكل يوم يقال إن سعيدا غشى بلدة كذا ، والبعض يصالحه والبعض يخشى عليه ومكث على ذلك مدة طويلة حتى توعثت منه الناس.
فلما وصل فلج العيشي وأراد أن يركض على محمد بن ناصر الغافري وأصحابه وكان مدة غيبة سعيد بن جويد سبعة أيام ومحمد بن ناصر قد فرق العيون في الأماكن خيفة أن يهجم عليه على غفلة فخبرته العيون أن سعيد بن جويد أقبل في جمع كثير فأمر أن يلتقوهم دون البلاد فالتقوا في صدر الغافرات فوقع بينهم حرب عظيمة وقتل سعيد بن جويد الهناوي وقتل من أصحابه غصن العلوي صاحب ينقل وجملة من أصحابه وانكسر الباقون من قومه ، وأمر محمد بن ناصر بالغزو في كل بلد بهلا ونزوى وبلدان الظاهرة لإظهار الناموس ، وسحب أصحاب محمد بن ناصر سعيد بن جويد بعد أن قتل إلى حصن الغافات وفيه عياله وأولاده حتى لينظروه وليؤدوا الطاعة فأبوا فحاصروهم قدر شهرين وفرغ ما عندهم من الطعام ، حتى أكلوا ما عندهم من الأنعام ، والقايد لأصحاب محمد بن ناصر مبارك بن سعيد بن بدر لأن محمد ابن ناصر رجع من بعد الصكة إلى يبرين. ثم إنهم صالحوا بعد ما فرغ ما عندهم وقتل من قتل منهم وذهبت أموالهم وكان الصلح على هدم الحصن فهدموه بأيديهم ووصلوهم بأمان. وبقي حصن العقير محاربا لم يؤد الطاعة وفسح محمد ابن ناصر لمبارك بن سعيد بن بدر وجعل مكانه راشد بن سعيد ابن راشد الغافري وأقام محاصرا حصن العقير ومعه أهل بهلا وأزكي ونزوى والظاهرة وبنو غافر وبنو ريام وداروا به فلا يخرج منه أحد ولا يدخل حتى