ثم وقعت بينه وبين أخيه سيف فتن أصيب بسببها كثير من أهل عمان ومن فقهائهم ومشايخهم وأهل الورع والزهد والعلم فيهم بعقوبات كثيرة ، ثم إنه خرج من نزوى وقصد ناحية الشمال ثم رجع إلى نزوى فمنعه أهل نزوى من دخولها فسار إلى يبرين واجتمع أكثر أهل عمان وعقدوا الإمامة لأخية سيف بن سلطان ، وأحسب أن الأكثر دخل في الأمر تقية وأحسب أن بعضا عوقب بتركه في العقد.
وخرج سيف على أخيه وأخذ كافة حصون عمان ولم يبق إلا حصن يبرين فسار إليه وحاصره فوقع بينهم الحرب حتى مات بلعرب في الحصار فطلب أصحابه الأمان ليخرجوا من الحصن فأمنهم سيف فخرجوا من الحصن ، وأحسب أن بعضا من أهل العلم لم يزالوا متمسكين بإمامة بلعرب حتى مات ويرون أن سيف بن سلطان باغ على أخيه.
٣٨ ـ إمامة سيف بن سلطان :
واستولى سيف على كافة عمان فلم يزل مقيما منصفا بينهم رادا قويهم عن ضعيفهم وهابته القبايل من عمان وغيرها من الأمصار وحارب النصارى في كل الاقطار وأخرجهم من ديارهم وابتزهم من قراهم ، وأخذ منهم بندر ممباسة والجزيرة الخضراء وكلوه وبات وغيرهن من البلدان من ناحية الزنج بأرض السواحل (١).
وعمر عمان كثيرا وأجرى فيها الأنهار وغرس فيها النخل والأشجار ، وجمع مالا جما فصارت الأصول التي له في عمان مقدار ثلث أصولها. والأفلاج التي أجراها سبعة عشر فلجا حدثا فهي أفلاج المسفاة من الرستاق وفلج الحزم وفلج الصائغي وفلج الهوب ، وأفلاج جملة في الجعلان وغيرهن كثير ، وغرس في
__________________
(١) هذه الجزر في شرق أفريقيا أخذها من البرتغال والده الإمام سلطان.