الفصل الخامس
في ظهور الإمام ناصر بن مرشد إلى وقوع الفتنة بين اليعاربة(١)
٣٥ ـ ظهور الإمام ناصر بن مرشد :
ولما أراد الله أن يمن على أهل عمان ويكف عنهم الجور والعدوان ، ويفصم أهل البغي والطغيان من بعد أن ابتلاهم بما وقع عليهم من الفتنة والامتحان صار أمر أهل عمان إلى الخمول وزالت تلك المخاصمات ودرست الضغائن والحنات وخلف خلف بعد السلف وبقيت عمان مقفرة بعد تلك الرؤساء المتضادين والخصماء المتعادين ولم يبق إلا ذكر أخبارهم وما ذكروه في سيرهم وآثارهم وال العلم والعلماء إلى النقصان والأمر إلى النسيان وحصل بينهم التواصل والتراسل وطفيت بينهم تلك الإحن من القلوب وخمدت مسعرات تلك الحروب وصارت كلمتهم واحدة إلا أنه أتى زمان قل فيه العلم وأهله حتى قيل إنه احتاج في بعض الزمان ملك من ملك اليعاربة من أهل وبل من الرستاق إلى قاض فلم يجد قاضيا من أهل الدعوة فاتخذ قاضيا من أهل الخلاف فلا أعلم من أي المذاهب فهم أن يقلب المذهب ويغيره إلى مذهبه فأرسلوا إلى ذلك الملك لعزله وأرسلوا له قاضيا من أهل الدعوة فتعلم منه العلم ناس من أهل الرستاق وتمسكوا بمذهبهم.
وأكثر ملوك عمان أهل جور وفساد وظلم وعناد وعضدهم على تلك رؤساء القبائل والظلمة من البدو والأرذال وقد ساموا أهل عمان سوء العذاب وساسوهم شر مصاب ، وعموا بالظلم الكهول والشباب ، وأكثروا فيهم القتل
__________________
(*) (م ٧ ـ كشف الغمة)