ثم وقعت بينهم الفتنة في عمان وكبرت المحنة واختلفوا في دينهم وتفرق رأيهم ووقعت بينهم البراءة وعظمت الإحن واشتدت العداوات وكثرت بتهم السير والأقوال وعظم القيل والقال واشتد بينهم القتال ثم إن موسى برئ من راشد وفسقه وضلله وسار عليه وعزله.
٢٣ ـ إمامة عزان الخروصي :
ثم ولي عزان بن تميم الخروصي يوم الثلاثاء لثلاث ليال خلون من شهر صفر سنة سبع وسبعين ومائتين (١) وممن حضر البيعة عمر بن محمد القاضي ومحمد بن موسى بن علي وعزان بن الهزيم وأزهر بن محمد بن سليمان.
فلبث موسى وعزان وليين لبعضهما بعض ما شاء الله من الزمان حتى وقعت بينهم الإحن فعزل عزان موسى عن القضاء وتخوف عزان من موسى فعاجله بجيش أطلق فيه كافة المسجونين فساروا إلى أزكي فدخلوا حجرة النزار ووضعوا على أهل أزكي يقتلون ويأسرون ويلبسون وينهبون وأضرموا فيها النيران فحرقوا ناسا وهم أحياء وقتل موسى مع حصيات الردة التي عند مسجد الحجر من محلة الجبور وفعلوا في أهل أزكي ما لم يفعله أحد فيما سمعنا ، فاشتدت الفتن ، وعظمت الضغائن والإحن ، وجعل كل فريق يطلب إساءة صاحبه بما قدر ، واوى عزان المحدثين من أصحابه وأجرى عليهم النفقات وطرح نفقة من تخلف عن المسير إلى أزكي وكانت الوقعة يوم الأحد لليلة بقيت من شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين (٢).
فمن أجل هذه الوقعة خرج الفضل بن الحواري القرشي النزاري ثائرا بمن قتل من أهل أزكي وطابقته على ذلك المضرية والحدان وناس من بني الحارث
__________________
(١) وتوافق ٢٧ مايس عام ٨٩٠ م.
(٢) توافق عام ٢٧٨ ه العام ٨٩١ ميلادي.