على يديك ، فقال غررتمونا في الحياة وتغروننا عند الوفاة هيهات هيهات فكيف لي بقتل الشيخ العماني.
ووجدت أن رجلا من أهل عمان خرج إلى الحج وكان في صحبته رجل من أهل البصرة لا يهدأ الليل ولا ينام فسأله العماني عن حاله فقال وهو لا يعرف أن صاحبه من أهل عمان أني خرجت مع خازم بن خزيمة إلى عمان فقاتلنا بها قوما لم أر مثلهم قط فأنا من ذلك اليوم على هذه الحالة لا يأخذني النوم فقال الرجل العماني في نفسه أنت حقيق بذلك إن كنت ممن قاتلهم.
١٥ ـ أمر عمان بعد الجلندى :
ولما قتل الجلندى وأصحابه رحمهم الله وغفر لهم استولت الجبابرة على عمان فأفسدوا فيها وكانوا أهل ظلم وجور فمن هؤلاء الجبابرة محمد بن زائدة وراشد بن شاذان ابن النظر الجلندانيان وفي زمنهما وقع غسان الهنائي الذي هو من بني محارب بنزوى ونهبها وهزم بني نافع منها وبني هميم بعد أن قتل خلقا كثيرا وذلك في شهر شعبان سنة خمس وأربعين ومائة سنة (١).
ثم إن بني الحارث من أهل إبرا غضبوا لهم وكان في بني الحارث رجل عبدي من بكرة يقال له زياد بن سعيد البكري فاجتمع رأيهم على أن يمضوا إلى العتيك ليقتلوا غسان الهنائي فساروا إليه وجلسوا بين داره ودار جناح بن سعد بموضع يقال له الخور وقد رجع عائدا رجلا مريضا من بني هناءة فمر بهم وهو لا يشعر بمكانهم فقتلوه فغضب لذلك منازل بن خنس وكان مسكنه بنبأ وهو عامل لمحمد بن زائدة وراشد بن شاذان الجلندانيين فساروا على أهل إبرا على غفلة منهم فبرز إليهم أهل إبرا فاقتتلوا قتالا شديدا ووقعت الهزيمة على أهل إبرا فقتل منهم أربعون قتيلا.
__________________
(١) الموافقة لسنة ٧٦٣ م.