٤ ـ إنّ نساء النبيّ لسن أفضل النساء على الإطلاق ، فهو لو طلّقهن فقد يجد خيرا منهن بين الناس ممن جمعت فيهن بصورة أفضل صفات الخير والفضيلة كالإسلام والإيمان والقنوت والتوبة والعبادة والسياحة ، (الآية ٥).
٥ ـ ويفصل القرآن بين الزوج وزوجته في التقييم ، لأنّ قيمة كلّ إنسان ما يحسنه هو لا ما يحسنه الآخرون مهما كانت الرابطة بينه وبينهم قريبة وحميمة ، كما أنّ مقياس القبح هو ما يقوم به الفرد من السيئات لا ما يقوم به الآخرون مهما قربوا منه ، إذن فالتقييم الموضوعي الدقيق لأي أحد بتقييمه كفرد منقطع عن أيّ أحد ، وهذا ما يجعل زوجتي نوح ولوط مثلا للكفّار فتدخلان النار لا فرق بينهما وبين سائر الناس عند الله من جهة ، ومن جهة أخرى نفس هذه الحقيقة هي التي تجعل آسية بنت مزاحم زوجة فرعون الذي ادّعى الربوبية مثلا للمؤمنين عبر التاريخ ، وكذلك مريم التي أحصنت فرجها وصدّقت بكلمات الله وكتبه وقنتت له مع القانتين (الآيات ١٠ ، ١١ ، ١٢).
٦ ـ وهكذا كانت سورة التحريم تدور حول علاقة الزوج بزوجته حيث ينبغي أن تكون وفق المقاييس الإلهية ، فلا يجوز لأحد أن يقيّم الزوجة على أساس زوجها سلبا أو إيجابا ، فقد كانتا زوجتا لوط ونوح خائنتين وكانت آسية صالحة .. ولا يجوز للمرأة أنّى كانت أن تنشر أسرار البيت خارجه. وهكذا تتواصل آيات سورة التحريم لتكمّل بصائر آيات سورة الطلاق في مراعاة التقوى في سائر أبعاد الحياة الزوجية.