وما أعظم ما تعطيه هذه الآية بسياقها من روح الصبر والاستقامة والمقاومة للمؤمنين والمجاهدين في سبيل الله.
الثانية تتصل بالكافرين الذين يستبعدون عذاب الله ووعده ، وربما إلى حدّ التكذيب البتّه. ولو بحثنا عن السبب وراء هذا الموقف من وعد الله فسنجده اعتمادهم على مقاييس الزمن الدنيوية في التقييم والنظر إلى المستقبل. ويعالج القرآن هذه العقدة بأمرين :
أحدهما : السعي لتوعيتهم بالمقياس الحقيقي للزمان ، حيث مقدار يوم واحد خمسين ألف سنة ، ممّا يغيّر رؤيتهم المحدودة برؤية ربّانية واسعة لو أنّهم آمنوا واتبعوا الآيات.
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً)
لمحدودية أفكارهم التي تتصور الزمان محدودا. أرأيت الطفل كيف يستبعد وعدا مدته ساعات؟ كذلك الكفّار يرون وعد الله بعيدا لأنّ منهجية الرؤية ووسيلتها عندهم محدودة. أمّا المنهجية الربّانية التي تتلاشى فيها الأرقام الزمنية لسعتها فإنّ ملايين السنين ليست بذات شأن حتى يكون أمدها بعيدا .. وكيف يكون ذلك والمؤمنون يطّلعون بها على عالم الخلود؟!
(وَنَراهُ قَرِيباً)
لا فرق بين أجل الموت ، أو النصر للمؤمنين ، أو عذاب الكافرين في الدنيا ، أو قيام الساعة ووقوع الآخرة.
الثاني : التذكير بالوقائع والمشاهد العظيمة التي ترافق وقوع وعد الله ، الأمر