ويتحدّى الأنداد المزعومة.
الثاني : الضعف والانهزام أمام الضغوط والتحدّيات المضادة لخط الرسول والقيادة الإلهية ، فإن أجلى صور التحدي والضغوط تبرز في مواجهة النظام الاجتماعي بكلّ أبعاده سياسيّا واقتصاديّا واجتماعيّا وأخلاقيّا ويجب على المؤمن أن يستقيم في خطّ التوحيد رغم ذلك ، وهذا بحاجة إلى إرادة صلبة تجعله أشد من الجبال ، وهذه يستمدها من الاستعانة بصاحب القدرة الواسعة والتوكل عليه. وما أحوج الحركات الرسالية والمجاهدين للصمود في مسيرة التغيير عبر التوكل على خالق السماوات والأرض ، والالتجاء إلى حصن ولايته وعزّته وقدرته.
[١٤] ويذكّرنا الوحي بأحد أقوى وأخطر التحديات التي يواجهها المؤمنون في طريق الجهاد والطاعة لله وللقيادة الرسالية وهو تحدي الأسرة ، ذلك لأنّ الأسرة هي حلقة الوصل الأساسية بين الإنسان ومحيطه الثقافي والسياسي ، ولذلك فهي أقرب تأثيرا وأبلغ نفاذا في إرادة المجاهد.
ثم إنّ مقاومة المؤمنين للطاغوت تنعكس بصورة حادّة وسريعة على أسرهم ، فإذا بها كلّها أو بعضها تقف عقبة في طريق الجهاد ، فينهاروا نتيجة الصلات التي تربطهم بها. ولكي يستقيم المؤمن لا بد أن يتذكّر هذه الحقيقة ، ويحرق سفن العودة إلى الشرك ، ويتحصّن ضد وسائل الضغوط ، ومن أبرزها الأسرة ، وذلك عبر تحدّيها بصلابة التقوى والإيمان.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ)
قال الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ : «وذلك أنّ الرجل كان إذا أراد الهجرة إلى الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ تعلّق به ابنه وامرأته ، وقالوا : ننشدك الله أن تذهب عنّا وتدعنا فنضيع بعدك ، فمنهم من يطيع أهله فيقيم ، فحذّرهم الله