في أيديهم قرضا من حاجة به الى ذلك ، وما كان لله من حق فانّما هو لوليّه» (١) وفي روضة الكافي عن أبي الحسن الماضي (ع) في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ) (الآية) قال : «صلة الامام في دولة الفسّاق» (٢).
ولتعلم الامة انها كلما دعمت الحركات الرسالية والقيادات الصالحة كلما تقدمت نحو النصر ، وساهمت في استقلال طلائعها المجاهدة ، فهناك الكثير من المشاريع في طريق الجهاد والنصر تنتظر العون الذي يصيّرها واقعا على الأرض ، وزوجة الرسول الأكرم خديجة بنت خويلد (عليهما السلام) أسوة حسنة لنا. فلقد وهبت مالها للإسلام ابتغاء مرضاة الله ، وجهادا في سبيله ، وإذا كانت هذه المسؤولية تقع على الامة فردا فردا ، فانها لا ريب تتركز عند الذين أنعم الله عليهم بالثروة ، وهم مطالبون أمام الله والامة والتاريخ ان يتحمّلوا مسئوليتهم ويؤدوا واجبهم في الصراع الحاسم بين الباطل (ممثلا بالأنظمة الجاهلية) وبين الحق (ممثلا بالقيادات والحركات الرسالية والصادقة) ، وليطمئن كل منفق أنّ انتصار الحق لن يكون في صالح الامة وحسب ، بل في صالحه هو شخصيّا أيضا ، وأن المال الذي ينفق منه لن ينقص ، بل سيبارك الله له فيه.
(فَيُضاعِفَهُ)
في الدنيا. ويضرب القرآن مثلا لهذه المضاعفة إذ يقول : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٣) ، وقال الامام علي (ع) : الصدقة تنمي
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٣٩
(٢) المصدر / نقلا عن الروضة
(٣) البقرة / ٣٦١