المال عند الله (١) ، ولا يقف الجزاء عند هذا الحد ، انّما تعم البركة جوانب حياته ، وتمتد الى من حوله ، والى الأجيال من بعده ، قال الامام الصادق (ع) : «ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا الا أحسن الله الخلافة على ولده من بعده» (٢) ، وكذلك يشمل الجزاء الآخرة ، فيكون هناك أكثر وأفضل.
(وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)
في مقابل شكر الإنسان لربّه ، وتصرّفه الحسن في نعمه يشكره الله. ونحن نعلم كم تكون العطية كثيرة إذا امتدت بها يد الكريم من الناس ، ولكننا لا نستوعب سعتها ونوعيّتها إذا كانت من عند رب العالمين الذي وسعت رحمته كل شيء!
ويجدر بنا في خاتمة تفسير الآية أن ننقل هنا نص كلام العلامة الطبرسي في بيان شروط القرض الحسن :
قال أهل التحقيق : القرض الحسن أن يجمع عشرة أوصاف : أن يكون من الحلال ، لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال : «إنّ الله تعالى طيّب لا يقبل إلّا الطيب» ، وأن يكون من أكرم ما يملكه دون ان يقصد الرديء بالإنفاق ، لقوله : «وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ» ، وان يتصدّق وهو يحب المال ويرجو الحياة ، لقوله (ص) لمّا سئل عن الصدقة : «أفضل الصدقة أن تعطيه وأنت صحيح ، شحيح ، تأمل العيش ، وتخشى الفقر ، ولا تمهل حتى إذا بلغت النفس التراقي قلت : لفلان كذا ، ولفلان كذا» ، وأن يضعه في الاخل الاحوج الاولى بأخذه ، ولذلك خص الله أقواما بأخذ الصدقات وهم أهل السهمان ، وان يكتمه ما أمكن ، لقوله : «وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» ، وان لا يتبعه المن والأذى ،
__________________
(١) بح / ج ٧٧ ص ٢٦٨
(٢) المصدر / ج ٩٦ ص ٢٦٨