صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (١).
٣ ـ أن يصيب الإنفاق موارده المشروعة ، فيكون الإنسان أقرض الله بالفعل ، بلى. ليس مطلوبا منه أن يفتّش عن عقائد الناس ويحقّق معهم ، ولكن ينبغي له أن يعلم اين يضع ماله ، وفي الخبر المشهور : «لا تجوز قدما عبد على الصراط حتى يسأل عن خمس (منها :) وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه» وقال الله عز وجل : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (٢) وقال الامام الصادق (ع) : «لو أن الناس أخذوا ما أمرهم الله به فأنفقوه فيما نهاهم عنه ما قبله منهم ، ولو أخذوا ما نهاهم عنه فأنفقوه فيما أمرهم الله به ما قبله منهم ، حتى يأخذوه من حق ، وينفقوه في حق» (٣).
بالطبع الثواب يكون على النية ، والإنسان مطالب أن يعمل بالظاهر ، ولكنّه إذا أخلص نيته وأصحاب هدفه فهو أجزل ثوابا من الذي يخلص ولا يصيب ، بالذات إذا كان ذلك يسبب الإهمال ، فان الإنفاق إذا أخطأ موارده قد يؤدي الى حالات سلبية معاكسة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.
ومن أهم الموارد الامام المعصوم ومن يخلفه في قيادة المجتمع المسلم أو التجمع الرسالي الذي يجاهد من أجل اقامة حكم الله ، وتحرير البلاد والعباد من ربقة الظلم والفساد والتبعيّة ، قال الامام الصادق (عليه السلام): «إنّ الله لم يسأل خلقه ما
__________________
(١) البقرة / ٢٦٢ ـ ٢٦٤
(٢) البقرة / ٢٧١
(٣) وسائل / ج ٦ ص ٣٢٦