عن ذلك ، وان الصدقة لا تصلح الا من كسب طيب» (١) وقال رسول الله (ص) : «إنّ الله تعالى طيّب لا يقبل إلّا الطيّب» (٢) ، ولعلّ تأكيد الأحاديث والآيات على هذا الشرط لان البعض يحاول تبرير مكاسبه الحرام ، والالتفاف على الشرع بمختلف الحيل ، كانفاق بعضها في بناء المساجد والحسينيات ، والمساهمة في المشاريع الخيرية ، ولكن ليعلم هؤلاء ان ذلك لا يخلعهم عن المسؤولية أمام الله ، ولا يعود عليهم بالنفع.
٢ ـ أن يكون مخلصا لوجه الله ، قال تعالى : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (٣) ، وهذه سيرة أوليائه (ع) : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً* إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (٤) ، أمّا إذا أنفق الإنسان تزلفا الى الطاغوت ، أو طمعا في منصب ، وقضاء حاجة لدى القيادة الرسالية ، أو رئاء الناس ولهثا وراء الشهرة والسمعة ، فهذا ليس قرضا حسنا ، إنّما هو سيء يستوجب العقاب ، لأنه قد يكون طريقا الى الفساد والإفساد في المجتمع ، وعلى القيادة الرسالية ان تتنبه لهذه النوعية من أصحاب الأموال ، الذين يتظاهرون بدعم الحركة والدولة الاسلامية ، ولكنهم في الواقع لا يريدون من وراء ذلك الا بلوغ مصالحهم ، والتغطية على أخطائهم وتلاعبهم بالاقتصاد والمجتمع ، ولا ريب ان الكلام الحسن خير من هذا النوع من الإنفاق ، وقد قال الله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ* يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا
__________________
(١) تفسير العياشي / ج ١ ص ١٤٩
(٢) مجمع البيان / ج ٩ عند الآية
(٣) المائدة / ٢٧
(٤) الإنسان / ٨ ـ ١٠