حينما دخلوا عليه قالوا : سلاما ، فرد سلامهم قائلا : سلام ، وكأنهم استأذنوه فأذن لهم. ولكنه لم يعرفهم ، فقال لهم : انا لا نعرفكم أو أسرّه في نفسه.
(قَوْمٌ مُنْكَرُونَ)
حيث نظر إليهم فعرف بأنهم ليسوا من أهل بلده ، ولعل صورهم لم تكن مطابقة مع صور البشر ، انما كانوا يشبهون البشر فقط.
[٢٦] بعد ذلك جلسوا ، فتسلل نبي الله الكريم إلى أهله :
(فَراغَ إِلى أَهْلِهِ)
أي ذهب بخفية. وهذه من الآداب التي تتعلق بإكرام الضيف ، إذ ليس من اللائق أن يقول المضيف لضيفه : أتأكل كذا ، أو ماذا تشرب؟
(فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ)
جلب لهم عجلا قد شوي على النار ، ولعله فعل ذلك بالرغم من قلة عدد الضيوف (٣ أو ٤ أو على الأكثر ٩) لمزيد من الإكرام ، أو لأنهم كانوا ضخاما ، أو لكي يطعم بفاضل طعامهم سائر المساكين ، وهذا كان ولا يزال من سنن الكرماء.
[٢٧] (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ)
ودعاهم إلى الطعام ، فلم ير أيديهم تصل إلى العجل.
(قالَ أَلا تَأْكُلُونَ)
[٢٨] (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً)