وقال البعض : ان النطق هو سمة أساسية في حضارة الإنسان ، فمن دونه كيف كانت التجارب تنتقل من شخص لآخر ، ومن جيل لجيل ناشئ.
وقالوا : ان القسم هو على ضمان الرزق وعلى استجابة الدعاء اللذين ذكرا في الآية السابقة ، ويبدو لي أنه على كل الحقائق التي تواصلت في الآيات السابقة وأبرزها حقيقة الجزاء في الدنيا والآخرة.
[٢٤] وهذا مثل ظاهر لما في السماء من رزق ومن وعد مستوحى من قصة إبراهيم الخليل (عليه السلام) حينما جاءته الملائكة يبشرونه باستجابة دعائه في نفسه (بغلام) وفي قوم لوط (بإهلاك الكافرين).
إن استجابة الدعاء في الذرية التي نزلت بها الملائكة كانت أعظم نعمة ينزلها الله على بشر ، فلقد وهب الله له غلاما زكيّا يرفع اسمه ، ويصبح امتدادا لرسالته كما أن الوعد بإهلاك قوم لوط كان أعظم ما ينتظره الرسول بعد أن يكمل رسالته.
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ)
ان الضيافة كانت جانبا هامّا من ثقافة العرب ، وكانت للضيف مكانة خاصة عندهم ، ولعله لذلك يتخذه القرآن وسيلة لبيان الحقائق التاريخية ، ويقول عن ضيوف إبراهيم :
(الْمُكْرَمِينَ)
لقد أكرمهم إبراهيم بضيافته وخدمته لهم.
[٢٥] (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ)