الإطار العام
بالرغم من أنّ كثيرا من آيات هذه السورة تحدّثنا عن الوحي ممّا يدع القارئ يظنّ لأوّل الأمر أنّها تعالج هذا الموضوع ، إلّا أنّ المتدبّر يرى أنّ السياق يهدف معالجة المسؤولية البشرية ، وتزداد هذه الفكرة وضوحا عند التأكيد على المسؤولية المباشرة للإنسان عن أفعاله وأن ليس له إلا سعيه ، وأنّه سوف يراه إن عاجلا في الدنيا أو آجلا في الآخرة.
والعلاقة بين هاتين الفكرتين (فكرة المسؤولية وفكرة الوحي) علاقة عضوية واضحة ، ذلك أنّ إحساس الإنسان بمسؤوليته نتيجة مباشرة لإيمانه العميق بالوحي ، وهل تنزّل الوحي برسالات الله للأمم على الأنبياء عبر التاريخ إلّا لإتمام الحجة على الناس ، وتقرير مسئوليتهم أمام الله؟
كما نجد في السورة خطا موازيا لهذا السياق يهدف تصحيح منهجيّة التفكير عند الإنسان ، إضافة إلى علاجه العقائد المنحرفة معالجة مباشرة.