فيها ..
(وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ)
للحساب والجزاء ، وقولهم هذا يكشف عن شكّهم في قدرة الله ، وسعيهم لتشكيك الآخرين فيها ، بانّه تعالى لا يقدر على بعث الخلق ، وربنا يردّ هذه الشبهة في الآيات القادمة : ٥٧ ـ ٧٤.
وليس القول هنا مجرّد الكلام ، بل يشمل مجمل موافقهم وسلوكهم ، وكانوا يتساءلون تعميقا لشبهتهم : هل أنّ آباءنا الأولين الذين صاروا عظاما نخرة يبعثون؟!
(أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ)
وربما يستهدف تعرّضهم لذكر الآباء الأولين بالذات اثارة ثقافة التخلّف التي كانت تقدّس الآباء في أعينهم ، إثارتها في نفوس الناس لتكون حاجزا دون الايمان بالبعث ، ذلك انّ الرسالة كانت تخبرهم بأنّ الآباء سوف يبعثون من جديد ، ويحاكمون علنا ، ويلقون الجزاء العادل إن خيرا فخير وان شرا فشر .. وكان من الصعب على من يقدس آباءه انّى كانوا قبول فكرة محاكمتهم ومجازاتهم ، على أنّ بعث الاباء أبعد في ذهن السذّج من بعث من هم لا يزالون أحياء. والشيء الآخر أنّهم لا يرون حديثهم عن المستقبل كافيا لتدعيم فكرتهم ونظرتهم الشيئية المغرقة بواقع محسوس ، والآباء الأوّلون هم تراب وعظام بالفعل ، وهذا يتناسب مع ضلالهم وإضلالهم غيرهم عن فكرة الآخرة والتي هي جانب من الغيب المستقبل.
[٤٩ ـ ٥٠] ويرد ربنا على هذه الشبهة ردا موضوعيا صاعقا على لسان رسوله (ص) بالوحي :