البعض برباط وثيق. إنّ الإنسان يزعم بادئ النظر أن لا صلة للشمس بالأرض وللأرض بالقمر أو أنّه لا علاقة بين أجرام المنظومات الشمسية ومنظومات المجرّات ، كلّا .. هناك ما يشبه غلالة من الجاذبية تربط بين جميع الكرات والمنظومات والمجرات كما تتصل حلقات الدرع تماما ..
[٨] إنّ التفاعل بين أجرام السماء وأجزاء الأرض لا بد أن ينعكس على التكامل بين معارف الإنسان ، أو ليس العلم مرآة صافية لما في الواقع ، فلما ذا التناقض والاختلاف عند البشر؟ لماذا هذه الآراء المتباينة؟ وهذا الحشد الكبير من النظريات التي لا تستقر على أساس؟ أليس ذلك دليلا على مدى جهل البشر ، فلما ذا التعصب لآرائه في مواجهة بصائر الوحي؟ انظر إلى مواجهة بصائر الوحي؟
انظر إلى أقوالهم في الوحي ذاته. إنّهم لا يدرون كيف يبرّرون كفرهم بهذه الحقيقة التي تكاد تفرض نفسها عليهم فرضا! تراهم يقولون حينا : إنّه شاعر ، وحينا يقولون : بل هو مجنون ، ويزعمون حينا بأنّه مفتر كذّاب!
(إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ)
قالوا : المراد أنّهم اختلفوا في قضية الوحي أو الحشر أو الرسالة أو الولاية ، فيكون المعنى : إنّكم أمام قول (الوحي) قد اختلف فيه ، فما ذا يكون موقفكم ، هل تنكرونه كما كفر به الآخرون ، أم تسلّمون له كما قبله المؤمنون؟
[٩] وهذا القول المتمثّل في الوحي الإلهي تسنده الحجج البالغة ، وإنّما يكفر به الذين تبعدهم ضلالات الشيطان عنه.
(يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ)