ما وراءها من أسرار ذرو النباتات وتلاقحها ، وما في كلّ واحدة من دور عظيم في منظومة الحياة المتكاملة ، ولو فكّرنا وعلمنا لما وسعنا إلّا أن نهتف مسبّحين : الله أكبر.
(فَالْحامِلاتِ وِقْراً)
بعد ما تستقرّ البذور في رحم الأرض تجري الرياح إلى مراكز السحب فوق البحار والمحيطات وتحمل كتل الماء الثقيلة بعيدا عن مجال تكوّنها لتسقي الأرض من أعلى فلا يبقى موقع جافّا ، ويفيض موقع آخر فيضانا مضرّا. من الذي قدّر أمر هذه السحب ومواقع سقياها. أو ليس المدبّر الحكيم؟
(فَالْجارِياتِ يُسْراً)
هذه السحب تجري بيسر ، ثم تهطل فتمتلئ الروافد والأنهر ، وتجري فوقها السفن بيسر لتصبح أفضل وسيلة لتبادل البضائع بين الأمم منذ أن خلق الله الإنسان وحتى اليوم.
(فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً)
إنّهم الملائكة الذين يشرفون بأمر الله على تدبير هذه العوامل الحياتية.
جاء في الحديث أنّ ابن الكوّا (وكان خارجيّا) سأل أمير المؤمنين (ع) عن «الذَّارِياتِ ذَرْواً»؟ قال : الريح ، وعن «فَالْحامِلاتِ وِقْراً» فقال : هي السحاب ، وعن «فَالْجارِياتِ يُسْراً» فقال : هي السفن ، وعن «فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً» فقال : الملائكة (١).
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ / ص ١٢٠.