دولة الحق التي يظهر بها قائم أهل البيت عليهم السلام.
وكما ان دولة القائم (عج) هي تجل أصغر لعذاب الآخرة على الظلمة ، فان دول الحق الاخرى التي تظهر على أيدي المؤمنين هي تجل محدود لهذه الدولة ، والى هذه الفكرة نجد إشارة في قوله تعالى : «فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ* يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ* وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ» (١) ولعل كلمة الخروج في الآية التي نحن بصدد تفسيرها تعني ـ بالاضافة إلى الخروج إلى البعث ـ خروج دولة الحق.
[٤٣] ثم يعود السياق الى تأكيد الحقيقة التي يكذب بها الكافرون فكانت سببا لانحرافات بعيدة اخرى في حياتهم ، وهي البعث بعد الموت ، وقد تقدمت الاشارة إليها في قوله تعالى ، حاكيا عن الكفّار : «أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ» (٢).
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ)
بلى. قد تكون هناك أسبابا طبيعية ظاهرية للحياة والموت ، ولكن الواقع الذي يغيب عن أذهاننا إنهما والبعث بيد الله ، وهذه الحقائق الثلاث (الحياة+ الموت+ البعث) تثبت بعضها بعضا. ولو أن الكافرين تفكروا في وجودهم وحياتهم لاهتدوا إلى أن الله هو الذي أوجدهم وأنه الذي يميتهم وأنهم يبعثون ، وليس كما زعموا : «وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ» (٣).
__________________
(١) الطور / ٤٥ ـ ٤٧
(٢) ق / ٣
(٣) الجاثية / ٢٤