وفي هذه السورة يدعو الله نبيه ومن خلال ذلك المؤمنين عبر الزمن والأجيال إلى الاتصال به بالصلاة وفي مرات عديدة كل يوم.
(قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ)
يعني بين الطلوعين ، طلوع الفجر وطلوع الشمس ، وتسبيح الله يكون بالذكر وبالصلاة وبالقرآن ، وهنا تأكيدات عديدة في النصوص الاسلامية على ضرورة استثمار هذه الفترة بالاتصال بالله ، قال تعالى : «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» وقال النبي الأعظم (ص): «ما عجّت الأرض إلى ربّها كعجها من ثلاثة (إلى أن قال) والنوم عليها (يعني الصلاة) قبل طلوع الشمس» (١) وقال أمير المؤمنين (ع): «واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فانه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ، وهي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده» (٢) وسئل الصادق (ع) عن الآية فقال : «تقول حين تصبح وحين تمسي عشر مرات ، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير» (٣).
وهكذا ينبغي أن يفتتح الإنسان المؤمن يومه الجديد بالذكر والصلاة والقرآن ، يستمد من كل ذلك زخما روحيا يزيده نشاطا في عمله ، وإرادة يتحدى بها شبهات الكفار وأضاليلهم ، وكل الضغوط التي يواجهها في حياته اليومية ، ولأن الإنسان قد يتعرض لتحدي الضغوط ، وربما ضعف أمامها أكثر من مرة في اليوم الواحد ، لذلك تأتي الدعوة اليه في طرفي النهار وطرفي الليل.
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ١١٨
(٢) المصدر
(٣) المصدر