(فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ)
ونجد في موضع من القرآن توجيها مشابها من قبل الله للرسول (ص) وللمؤمنين ، يقول تعالى : «وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً» (١).
ولا بد للإنسان حتى يقاوم مختلف الضغوط المضادة للحق من الاتصال بالله بالصلاة والعبادة ، ليتعرف على ربه أكثر فينزهه عن الأباطيل ، وليستمد منه العون والتوكل لذلك يقول تعالى هنا :
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ)
وهكذا يقول في سورة الإسراء وصلا بالشاهد المتقدم : «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً* وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً* وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً» (٢).
إن هذا التأكيد على الاتصال بالله بالصلاة وبالقرآن وبالدعاء في حال تعرض الإنسان المؤمن للضغوط المضادة هو تعبير بصورة أخرى عما تنطوي عليه هذه الآية من سورة «ق».
ولأن القرآن يفسر بعضه بعضا فاننا نجد تفسيرا للعلاقة بين الصبر والصلاة ودورهما في مقاومة الضغوط في قوله تعالى : «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ» (٣).
__________________
(١) المزمل / ١٠
(٢) الإسراء / ٧٨ ـ ٨٠
(٣) البقرة / ٤٥