منهما ، فهو الحقيق بالعبادة وحده لا اله الا هو فانى يؤفكون!
ولكي يعرف البشر ربه يحتاج إلى إزالة حواجز مثل : حب الدنيا والغرور بها ، واتباع المضلّين المغرورين بها ، واتباع الشيطان أو عدم الحذر الكافي منه ، ويذكّرنا القرآن بأنّ وعد الله (بالجزاء) حقّ ، فعلينا إذا تجاوز هذه الحواجز ، ويبين جزاء الكفّار وحسن جزاء الصالحين.
وبعد أن يبصّرنا السياق بحاجز تزيين الأعمال (ولعله العادة السيئة) يعود ليذكّرنا بربنا العزيز تمهيدا لبيان محور هام (ولعله الأساسي) في هذه السورة. ما هو ذلك المحور؟
يتطلّع الإنسان نحو العزّة والغنى ، ولكنه يضلّ ـ عادة ـ الطريق وبدل أن يحصل عليهما بالإيمان بالله والعمل الصالح ، تراه يؤمن بالشركاء المزعومين ، ويمكر السيئات ، ويذكرنا القرآن بأنّ الأنداد لا يملكون قطميرا ، وأنّ المكر السيء لا يحيق الا بأهله ، وأنّ السبيل القويم لبلوغ الطموح المشروع في العزّة والغنى هو سبيل الله ، ومعرفة أنّه الفاطر الرازق العزيز الغني ، وأنّه المالك الحق ، وأنّه الحكيم الذي يجازي كلا بعمله ، وأنّه يحب الصالحين .. وخلاصة المحور : تبصير البشر بالسبيل القويم لبلوغ تطلّعاته المشروعة.
هكذا يذكّر السياق بأنّ الله أرسل الرياح لتثير السحاب ، وينزل الغيث حيث يشاء فيحيي به الأرض بإذنه ، فهو الرزّاق أو ليس الزرع والضرع من الغيث؟
وهكذا ينتشر الناس في يوم البعث للحساب.
ومن أراد العزّة فلله العزة جميعا (هكذا ينبغي الحصول على العزة ، وهي أعظم طموح عند البشر ، لأنّها تعني الأمن والسلامة والذكر الحسن عند الرب لا عند الطغاة والأنداد).