وإن كنت في شك من البعث فارفع عن نفسك الانتباه ، ولن تستطيع ذلك ، فانك إذا فكرت في هذا عرفت ان نفسك بيد غيرك ، وانما النوم بمنزلة الموت ، وانما اليقظة بمنزلة البعث بعد الموت» (١)
ويقول أبو ذر الغفاري (رضوان الله عليه) ، مستوحيا فكرته من هذه الآية الكريمة : «كما تنامون تموتون ، وكما تستيقظون تبعثون» فلما ذا نحن نتعجب من البعث والنشور ، بينما لا نتعجب من اليقظة بعد النوم؟! أو ليس القادر على إيقاظ النائم من نومه بقادر على أن يعيد إلى الميت الحياة؟!
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
ولعل المعنى الحقيقي لكلمة التفكر هو تحريك المعلومات وربطها ببعضها وتحليلها ، والذين يفعلون ذلك يصلون إلى مغزى الموت والنوم ، ويعرفون من وراء التحول من يحوّل ، ومن خلال التدبير من يدبّر وهو الله سبحانه وتعالى.
وانهم يعرفون من خلال ذلك الشيء ، ان القدرة المهيمنة على نهاية حياة الإنسان ، هي التي يجب أن تعبد حقا.
[٤٣] أما الشفعاء المزعومون من دون الله والذين لا يملكون الموت ولا الحياة ، وهما أهم قضيتين في حياة الإنسان ، فلا يحق لهم أن يتحكموا في حياته ، ولا أن يخضع هو لهم أبدا.
(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعاءَ)
__________________
(١) بح / ج (١٣) ص (٤١٧).