الطاغوت حقيقة قائمة في كلّ مكان تقريبا ، فإنّى تولّيت وجدت سلطة شيطانية مفروضة ، وشبكة فاسدة من أنصاره وتابعيه ، والمؤمن هو الذي يجتنب هذا الوضع ، ويطهّر نفسه من تأثيراته الفاسدة ، فهو إذا يثور على الطاغوت ، ويتحدّاه حتى لا تشمله سيئاته ، وهذا بعض معاني الاجتناب ، ولكن آثار الطاغوت السلبية تنتشر في كل مكان ، وتصيب المؤمنين برذاذها شاؤوا أم أبوا ، فهذه أنظمته الاجتماعية والاقتصادية ، وتلك أفكاره الجاهلية تملأ المحيط الذي يعيشه المؤمنون ولا بد أنهم يخضعون لها حينا من الأحيان.
فما ذا يصنعون؟
إنّ عليهم الإنابة إلى الله في كلّ حين ، فكلّما هزمتك ضغوط السلطة الفاسدة نفسيّا ، وملت إليها أو خضعت لقوانينها ، أو مالأتها خشية بطشها أو رغبة عطائها فلا بد أن تعود إلى طهرك ، وتتوب إلى الله متابا ، لتكون لك البشرى على لسان نبيّك المرسل.
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى)
ويدخلك الله في حصن عبوديته.
(فَبَشِّرْ عِبادِ)
[١٨] لا يفرض الطاغوت على الناس هيمنته حتى ينشر بينهم فلسفته ، فهو كمدخنة كبيرة تنفث دائما تيارا من الدخان الأسود فتلوّث الأجواء.
إنّ أجهزة إعلامه السلطويّة تبثّ بين الناس الأفكار الشركية التي تبعدهم عن