في الأرض ، وهؤلاء الملائكة وهم من أعز خلق الله أسجدهم لمن نفخ فيه من روحه وجعله خليفته في الأرض.
[٧٣] وحيث أمر الله بالسجود لآدم استجاب جميع الملائكة ايمانا منهم بوجوب التسليم المطلق له ـ عزّ وجل ـ وأن أيّ اجتهاد أو قياس مقابل أمره باطل ولا يرفع المسؤولية عن صاحبه.
(فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ)
وكان يكفي أن تنتهي الآية إلى هذا الحد لتبيّن المطلوب ، ولكن ربنا أضاف تأكيدا لذلك قائلا :
(أَجْمَعُونَ)
وانما كانت عظمة الملائكة بخضوعهم لله ولمن أمر الله بالخضوع له.
[٧٤] ثم استثنى ربنا من الساجدين إبليس الذي استكبر واستبدت به العزة والكبرياء ، فشق عصا الطاعة.
(إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ)
لقد كان إبليس يسجد لله سجدات طويلة لعل بعضها يمتد أربعة آلاف عام ، وقد اقترح على الله بأن يسجد له سجدة مطولة بدل سجوده لحظات لآدم ، فرفض طلبه. لماذا هذا الاقتراح؟ ولماذا الرفض؟
أولا : السجود لآدم بأمر الله ـ ذلك الطين اللازب الذي يحتقره إبليس ـ هو معيار الخضوع لله وليس مجرد الوقوع على الأرض باسم السجود لله ، ولعل صاحبه